[ ص: 280 ] [ ص: 281 ] [ ص: 282 ] [ ص: 283 ] سورة لقمان
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
الم ( 1 )
تلك آيات الكتاب الحكيم ( 2 )
هدى ورحمة للمحسنين ( 3 )
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ( 4 )
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ( 5 )
ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ( 6 ) )
(
الم تلك آيات الكتاب الحكيم هدى ورحمة ) قرأ
حمزة : " ورحمة " بالرفع على الابتداء ، أي : هو هدى ورحمة ، وقرأ الآخرون بالنصب على الحال ) ( للمحسنين ) (
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ) (
ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) الآية . قال
الكلبي ، ومقاتل : نزلت في
النضر بن الحارث بن كلدة كان يتجر فيأتي الحيرة ويشتري أخبار العجم ويحدث بها
قريشا ، ويقول : إن
محمدا يحدثكم بحديث عاد وثمود ، وأنا أحدثكم بحديث
رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة ، فيستملحون
[ ص: 284 ] حديثه ويتركون استماع القرآن ، فأنزل الله هذه الآية . وقال
مجاهد : يعني
شراء القيان والمغنيين ، ووجه الكلام على هذا التأويل : من يشتري ذات لهو أو ذا لهو الحديث . أخبرنا
أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13968أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا
أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المزكي ، حدثنا جدي
محمد بن إسحاق بن خزيمة ، أخبرنا
علي بن حجر ، أخبرنا
مشمعل بن ملحان الطائي ، عن
مطرح بن يزيد ، عن
عبيد الله بن زحر ، عن
علي بن يزيد ، عن
القاسم بن عبد العزيز ، عن
أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815325 " لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهن وأثمانهن حرام " ، وفي مثل هذا أنزلت هذه الآية : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله " ، وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله عليه شيطانين : أحدهما على هذا المنكب ، والآخر على هذا المنكب ، فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت .
أخبرنا
عبد الرحمن بن أحمد القفال ، أخبرنا
أبو منصور أحمد بن الفضل البروجردي ، أخبرنا
أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي ، أخبرنا
محمد بن غالب بن تمام ، أخبرنا
خالد بن أبي يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام هو ابن حسان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد هو ابن سيرين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502474 " نهى عن ثمن الكلب وكسب الزمارة " . قال
مكحول : من اشترى جارية ضرابة ليمسكها لغنائها وضربها مقيما عليه حتى يموت لم أصل عليه ، إن الله يقول : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث " الآية . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، والحسن ، وعكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير قالوا : " لهو الحديث " هو الغناء ، والآية نزلت فيه . ومعنى قوله : (
يشتري لهو الحديث ) أي : يستبدل ويختار الغناء والمزامير والمعازف على القرآن ، قال
أبو الصباء البكري سألت
ابن مسعود عن هذه الآية فقال : هو الغناء ، والله الذي لا إله إلا هو ، يرددها ثلاث مرات .
[ ص: 285 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي :
الغناء ينبت النفاق في القلب ، وكان أصحابنا يأخذون بأفواه السكك يخرقون الدفوف . وقيل : الغناء رقية الزنا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : هو الطبل وعن
الضحاك قال : هو الشرك . وقال
قتادة : هو كل لهو ولعب . (
ليضل عن سبيل الله بغير علم ) أي : يفعله عن جهل . قال
قتادة : بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق .
قوله تعالى : (
ويتخذها هزوا ) أي : يتخذ آيات الله هزوا . قرأ
حمزة ، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، وحفص ، ويعقوب : ) ( ويتخذها ) بنصب الذال عطفا على قوله : " ليضل " ، وقرأ الآخرون بالرفع نسقا على قوله : " يشتري " . (
أولئك لهم عذاب مهين )