(
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ( 253 )
يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ( 254 ) )
(
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ) أي كلمه الله تعالى يعني
موسى عليه السلام (
ورفع بعضهم درجات ) يعني
محمدا صلى الله عليه وسلم قال الشيخ الإمام رحمة الله عليه : وما أوتي نبي آية إلا وقد أوتي نبينا مثل تلك الآية وفضل على غيره بآيات مثل : انشقاق القمر بإشارته وحنين الجذع على مفارقته وتسليم الحجر والشجر عليه وكلام البهائم والشهادة برسالته ونبع الماء من بين أصابعه وغير ذلك من المعجزات والآيات التي لا تحصى وأظهرها القرآن الذي عجز أهل السماء وأهل الأرض عن الإتيان بمثله .
أخبرنا
أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد بن علي الصيرفي ، أنا
أبو الحسن محمد بن أحمد المخلدي ، أخبرنا
أبو العباس بن محمد بن إسحاق الثقفي ، أنا
قتيبة بن سعيد ، أنا
الليث بن سعد عن
سعيد بن أبي [ ص: 309 ] سعيد عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502313ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله تعالى إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " .
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا
محمد بن يوسف ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أنا
محمد بن سنان ، أخبرنا
هشيم أنا
سيار ، أنا
يزيد الفقير ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502314أعطيت خمسا لم يعطهن أحدا قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " .
أخبرنا
أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي أنا
أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني ، أنا
عبد الله بن عمر الجوهري ، أنا
أحمد بن علي الكشميهني ، أنا
علي بن حجر أنا
إسماعيل بن جعفر ، أنا
العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502315فضلت على الأنبياء بست : أوتيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون " .
قوله تعالى : (
وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم ) أي من بعد الرسل (
من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ) ثبت على إيمانه بفضل الله (
ومنهم من كفر ) بخذلانه (
ولو شاء الله ما اقتتلوا ) أعاده تأكيدا (
ولكن الله يفعل ما يريد ) يوفق من يشاء فضلا ويخذل من يشاء عدلا .
سأل رجل
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ فقال : طريق مظلم لا تسلكه فأعاد السؤال فقال : بحر عميق فلا تلجه فأعاد السؤال فقال : سر الله في الأرض قد خفي عليك فلا تفتشه .
[ ص: 310 ]
قوله تعالى : (
يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أراد به الزكاة المفروضة وقال غيره : أراد به صدقة التطوع والنفقة في الخير (
من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ) أي لا فداء فيه سماه بيعا لأن الفداء شراء نفسه (
ولا خلة ) لا صداقة (
ولا شفاعة ) إلا بإذن الله قرأ
ابن كثير ونافع وأهل البصرة كلها بالنصب وكذلك في سورة إبراهيم ( الآية 31 ) "
لا بيع فيه ولا خلال " وفي سورة الطور ( الآية 23 ) "
لا لغو فيها ولا تأثيم " وقرأ الآخرون كلها بالرفع والتنوين (
والكافرون هم الظالمون ) لأنهم وضعوا العبادة في غير موضعها .