[ ص: 22 ] (
فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون ( 54 )
إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ( 55 )
هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ( 56 )
لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون ( 57 )
سلام قولا من رب رحيم ( 58 ) )
(
فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون ) .
(
إن أصحاب الجنة اليوم في شغل ) قرأ
ابن كثير ونافع وأبو عمرو " في شغل " بسكون الغين ، والباقون بضمها ، وهما لغتان مثل السحت والسحت .
واختلفوا في معنى الشغل ، قال
ابن عباس : في افتضاض الأبكار ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع بن الجراح : في السماع .
وقال
الكلبي : في شغل عن أهل النار وعما هم فيه لا يهمهم أمرهم ولا يذكرونهم .
وقال
الحسن : شغلوا بما في الجنة من النعيم عما فيه أهل النار من العذاب .
وقال
ابن كيسان : في زيارة بعضهم بعضا . وقيل : في ضيافة الله تعالى .
) ( فاكهون ) قرأ
أبو جعفر : " فكهون " حيث كان ، وافقه
حفص في المطففين ، وهما لغتان مثل : الحاذر والحذر أي : ناعمون . قال :
مجاهد والضحاك : معجبون بما هم فيه . وعن
ابن عباس قال : فرحون .
(
هم وأزواجهم ) أي : حلائلهم (
في ظلال ) قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : " ظلل " بضم الظاء من غير ألف جمع ظلة ، وقرأ العامة : " في ظلال " بالألف وكسر الظاء على جمع ظل ) ( على الأرائك ) يعني السرر في الحجال ، واحدتها : أريكة . قال
ثعلب : لا تكون أريكة حتى يكون عليها حجلة . ) ( متكئون ) ذوو اتكاء .
(
لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون ) يتمنون ويشتهون .
(
سلام قولا من رب رحيم ) أي : يسلم الله عليهم قولا أي : يقول الله لهم قولا .
أخبرنا
أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13968أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا
عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن ، حدثني
أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى الملحمي [ ص: 23 ] الأصفهاني ، أخبرنا
الحسن بن أبي علي الزعفراني ، أخبرنا
ابن أبي الشوارب ، أخبرنا
أبو عاصم العباداني ، أخبرنا
الفضل الرقاشي ، عن
محمد بن المنكدر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815434 " بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم ، فإذا الرب - عز وجل - قد أشرف عليهم من فوقهم ، فقال : السلام عليكم يا أهل الجنة ، فذلك قوله : " سلام قولا من رب رحيم " فينظر إليهم وينظرون إليه ، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم فيبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم " .
وقيل : تسلم عليهم الملائكة من ربهم .
قال
مقاتل : تدخل الملائكة على أهل الجنة من كل باب يقولون : سلام عليكم يا أهل الجنة من ربكم الرحيم .
وقيل : يعطيهم السلامة ، يقول : اسلموا السلامة الأبدية .