( ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ( 68 )
وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ( 69 ) )
(
ومن نعمره ننكسه في الخلق ) قرأ
عاصم وحمزة : " ننكسه " بالتشديد ، وقرأ الآخرون بفتح النون الأولى وضم الكاف مخففا ، أي : نرده إلى أرذل العمر شبه الصبي في أول الخلق .
وقيل : " ننكسه في الخلق " أي : نضعف جوارحه بعد قوتها ونردها إلى نقصانها بعد زيادتها . (
أفلا يعقلون ) فيعتبروا ويعلموا أن الذي قدر على تصريف أحوال الإنسان يقدر على البعث بعد الموت .
قوله تعالى : (
وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) قال
الكلبي : إن كفار
مكة قالوا : إن
محمدا شاعر ، وما يقوله شعر ، فأنزل الله تكذيبا لهم : (
وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) أي : ما يتسهل له ذلك ، وما كان يتزن له بيت من شعر ، حتى إذا تمثل ببيت شعر جرى على لسانه منكسرا .
أخبرنا
أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13968أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني
الحسين بن محمد الثقفي ، حدثنا
أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا
يوسف بن عبد الله بن ماهان ، حدثنا
موسى بن إسماعيل ، حدثنا
حماد بن سلمة عن
علي بن زيد عن الحسن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتمثل بهذا البيت :
كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا
فقال أبو بكر : يا رسول الله إنما قال الشاعر :
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا ، فقال أبو بكر وعمر : أشهد أنك رسول الله ، يقول الله تعالى : ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له )
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أخبرنا
أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح ، أخبرنا
أبو القاسم البغوي ، أخبرنا
علي بن الجعد ، حدثنا
شريك ، عن
المقدام بن شريح ، عن أبيه قال : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة : أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت : كان يتمثل من شعر عبد الله بن رواحة .
[ ص: 27 ]
قالت : وربما قال :
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
وقال
معمر عن
قتادة : بلغني أن
عائشة سئلت :
هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت : كان الشعر أبغض الحديث إليه ، قالت : ولم يتمثل بشيء من الشعر إلا ببيت أخي بني قيس
طرفة :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فجعل يقول : " ويأتيك من لم تزود بالأخبار " فقال
أبو بكر - رضي الله عنه - : ليس هكذا يا رسول الله ، فقال : "
إني لست بشاعر ولا ينبغي لي " .
) ( إن هو ) يعني : القرآن ) ( إلا ذكر ) موعظة (
وقرآن مبين ) فيه الفرائض والحدود والأحكام .