[ ص: 29 ] ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ( 78 )
قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ( 79 )
الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ( 80 )
أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ( 81 )
إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ( 82 ) )
(
وضرب لنا مثلا ونسي خلقه ) بدء أمره ، ثم (
قال من يحيي العظام وهي رميم ) بالية ، ولم يقل رميمة ; لأنه معدول عن فاعلة ، وكل ما كان معدولا عن وجهه ووزنه كان مصروفا عن أخواته ، كقوله : "
وما كانت أمك بغيا " ( مريم - 28 ) ، أسقط الهاء لأنها كانت مصروفة عن باغية .
(
قل يحييها الذي أنشأها ) خلقها ، (
أول مرة وهو بكل خلق عليم ) .
(
الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا ) قال
ابن عباس : هما شجرتان يقال لأحدهما : المرخ وللأخرى : العفار ، فمن أراد منهم النار قطع منهما غصنين مثل السواكين وهما خضراوان يقطر منهما الماء ، فيسحق المرخ على العفار فيخرج منهما النار بإذن الله - عز وجل - .
تقول العرب : في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار ، وقال الحكماء : في كل شجر نار إلا العناب . (
فإذا أنتم منه توقدون ) أي : تقدحون وتوقدون النار من ذلك الشجر ، ثم ذكر ما هو أعظم من خلق الإنسان ، فقال :
(
أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر ) قرأ
يعقوب : " يقدر " بالياء على الفعل (
على أن يخلق مثلهم بلى ) أي : قل : بلى ، هو قادر على ذلك (
وهو الخلاق ) [ يخلق خلقا بعد خلق ] ، ) ( العليم ) بجميع ما خلق .