[ ص: 35 ] ( وحفظا من كل شيطان مارد ( 7 )
لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب ( 8 )
دحورا ولهم عذاب واصب ( 9 )
إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ( 10 )
فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب ( 11 ) )
( وحفظا ) أي : وحفظناها حفظا (
من كل شيطان مارد ) متمرد يرمون بها . (
لا يسمعون ) قرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
وحفص : " يسمعون " بتشديد السين والميم ، أي : لا يتسمعون ، فأدغمت التاء في السين ، وقرأ الآخرون بسكون السين وتخفيف الميم ، (
إلى الملإ الأعلى ) أي : إلى الكتبة من الملائكة .
" والملأ الأعلى " هم الملائكة ؛ لأنهم في السماء ، ومعناه : أنهم لا يستطيعون الاستماع إلى الملأ الأعلى ، ) ( ويقذفون ) يرمون ، (
من كل جانب ) من آفاق السماء بالشهب . ) ( دحورا ) يبعدونهم عن مجالس الملائكة ، يقال : دحره دحرا ودحورا ، إذا طرده وأبعده ، (
ولهم عذاب واصب )
دائم ، قال
مقاتل : دائم إلى النفخة الأولى ، لأنهم يحرقون ويتخبلون . (
إلا من خطف الخطفة ) اختلس الكلمة من كلام الملائكة مسارقة ، ) ( فأتبعه ) لحقه ، (
شهاب ثاقب )
كوكب مضيء قوي لا يخطئه ، يقتله ، أو يحرقه أو يخبله ، وإنما يعودون إلى استراق السمع مع علمهم بأنهم لا يصلون إليه طمعا في السلامة ونيل المراد ، كراكب البحر . قال
عطاء : سمي النجم الذي يرمى به الشياطين ثاقبا لأنه يثقبهم .
) ( فاستفتهم ) أي : سلهم ، يعني : أهل
مكة ، (
أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) يعني : من السماوات والأرض والجبال ، وهذا استفهام بمعنى التقرير ، أي : هذه الأشياء أشد خلقا كما قال : "
لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس " ( غافر - 57 ) وقال : "
أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها " ( النازعات - 27 ) .
وقيل : " أم من خلقنا " يعني : من الأمم الخالية ؛ لأن " من " يذكر فيمن يعقل ، يقول : إن هؤلاء ليسوا بأحكم خلقا من غيرهم من الأمم ، وقد أهلكناهم بذنوبهم فما الذي يؤمن هؤلاء من العذاب ؟ ثم ذكر خلق الإنسان ، فقال :
(
إنا خلقناهم من طين لازب ) يعني : جيد حر لاصق يعلق باليد ، ومعناه اللازم ، أبدل الميم باء كأنه يلزم اليد . وقال
مجاهد والضحاك : منتن .