[ ص: 36 ] (
بل عجبت ويسخرون ( 12 )
وإذا ذكروا لا يذكرون ( 13 )
وإذا رأوا آية يستسخرون ( 14 )
وقالوا إن هذا إلا سحر مبين ( 15 ) )
(
بل عجبت ) قرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : بضم التاء ، وهي قراءة
ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس . والعجب من الله - عز وجل - ليس كالتعجب من الآدميين ، كما قال : "
فيسخرون منهم سخر الله منهم " ( التوبة - 79 ) ، وقال عز وجل : "
نسوا الله فنسيهم " ( التوبة - 67 ) ، فالعجب من الآدميين : إنكاره وتعظيمه ،
والعجب من الله - تعالى - قد يكون بمعنى الإنكار والذم ، وقد يكون بمعنى الاستحسان والرضا كما جاء في الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=815444عجب ربكم من شاب ليست له صبوة " .
وجاء في الحديث : "
عجب ربكم من سؤالكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم "
وسئل
الجنيد عن هذه الآية فقال : إن الله لا يعجب من شيء ، ولكن الله وافق رسوله لما عجب رسوله فقال : "
وإن تعجب فعجب قولهم " ( الرعد - 5 ) أي : هو كما تقوله .
وقرأ الآخرون بفتح التاء على خطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : أي : عجبت من تكذيبهم إياك ، ) ( ويسخرون ) من تعجبك .
قال
قتادة : عجب النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذا القرآن حين أنزل وضلال بني
آدم ، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يظن أن كل من يسمع القرآن يؤمن به ، فلما سمع المشركون القرآن سخروا منه ولم يؤمنوا به ، فعجب من ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال الله تعالى : " بل عجبت ويسخرون " .
(
وإذا ذكروا لا يذكرون ) أي : إذا وعظوا بالقرآن لا يتعظون .
(
وإذا رأوا آية ) قال
ابن عباس ومقاتل : يعني انشقاق القمر ) ( يستسخرون ) يسخرون ويستهزءون ، وقيل : يستدعي بعضهم عن بعض السخرية .
(
وقالوا إن هذا إلا سحر مبين ) يعني سحر بين .