(
وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب ( 13 )
إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب ( 14 )
وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ( 15 ) )
)
( وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب ) الذين تحزبوا على الأنبياء ، فأعلم أن مشركي
قريش حزب من هؤلاء الأحزاب .
) ( إن كل ) ما كل ، (
إلا كذب الرسل فحق عقاب ) وجب عليهم ونزل بهم عذابي . ) ( وما ينظر ) ينتظر ) ( هؤلاء ) يعني : كفار
مكة ، (
إلا صيحة واحدة ) وهي نفخة الصور ، (
ما لها من فواق ) قرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : " فواق " بضم الفاء ، وقرأ الآخرون بفتحها وهما لغتان ، فالفتح لغة
قريش ، والضم لغة
تميم .
قال
ابن عباس وقتادة : من رجوع ، أي : ما يرد ذلك الصوت فيكون له رجوع .
وقال
مجاهد : نظرة . وقال
الضحاك : مثنوية ، أي صرف ورد .
والمعنى : أن تلك الصيحة التي هي ميعاد عذابهم إذا جاءت لم ترد ولم تصرف .
وفرق بعضهم بين الفتح والضم ، فقال
الفراء ،
وأبو عبيدة : الفتح بمعنى الراحة والإفاقة ، كالجواب من الإجابة ، ذهبا بها إلى إفاقة المريض من علته ، والفواق بالضم ما بين الحلبتين ، وهو أن تحلب الناقة ثم تترك ساعة حتى يجتمع اللبن ، فما بين الحلبتين فواق ، أي أن العذاب لا يمهلهم بذلك القدر .
وقيل : هما أيضا مستعارتان من الرجوع ؛ لأن اللبن يعود إلى الضرع بين الحلبتين ، وإفاقة المريض :
[ ص: 75 ] رجوعه إلى الصحة .