(
إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ( 7 )
وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار ( 8 ) )
) (
إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر ) قال
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : لا يرضى لعباده المؤمنين الكفر ، وهم الذين قال الله تعالى : "
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " ( الحجر - 42 ) فيكون عاما في اللفظ خاصا في المعنى ، كقوله تعالى : "
عينا يشرب بها عباد الله " ( الإنسان - 6 ) يريد بعض العباد ، وأجراه قوم على العموم ، وقالوا : لا يرضى لأحد من عباده الكفر .
ومعنى الآية : لا يرضى لعباده أن يكفروا به . يروى ذلك عن
قتادة ، وهو قول السلف ، قالوا : كفر الكافر غير مرضي لله عز وجل ، وإن كان بإرادته . (
وإن تشكروا ) تؤمنوا بربكم وتطيعوه ، (
يرضه لكم ) فيثيبكم عليه . قرأ
أبو عمرو : " يرضه لكم " ساكنة الهاء ، ويختلسها أهل
المدينة وعاصم وحمزة ، والباقون بالإشباع ) . (
ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ) .
(
وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ) راجعا إليه مستغيثا به ، (
ثم إذا خوله نعمة منه ) أعطاه نعمة منه ، ) ( نسي ) ترك (
ما كان يدعو إليه من قبل ) أي : نسي الضر الذي
[ ص: 110 ] كان يدعو الله إلى كشفه ، (
وجعل لله أندادا ) يعني : الأوثان ، (
ليضل عن سبيله ) ليزل عن دين الله .
) ( قل ) لهذا الكافر : (
تمتع بكفرك قليلا ) في الدنيا إلى أجلك ، (
إنك من أصحاب النار ) قيل : نزلت في
عتبة بن ربيعة ، وقال
مقاتل : نزلت في
أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي . وقيل : عام في كل كافر .