(
أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب ( 9 ) )
(
أم من هو قانت ) قرأ
ابن كثير ونافع وحمزة : " أمن " بتخفيف الميم ، وقرأ الآخرون بتشديدها ، فمن شدد فله وجهان :
أحدهما : أن تكون الميم في " أم " صلة ، فيكون معنى الكلام استفهاما وجوابه محذوفا مجازه : أمن هو قانت كمن هو غير قانت ؟ كقوله : "
أفمن شرح الله صدره للإسلام " ( الزمر - 22 ) يعني كمن لم يشرح صدره .
والوجه الآخر : أنه عطف على الاستفهام مجازه : الذي جعل لله أندادا خير أمن هو قانت ؟ . ومن قرأ بالتخفيف فهو ألف استفهام دخلت على من ، معناه : أهذا كالذي جعل لله أندادا ؟
وقيل : الألف في " أمن " بمعنى حرف النداء ، تقديره : يا من هو قانت ، والعرب تنادي بالألف كما تنادي بالياء ، فتقول : أبني فلان ويا بني فلان ، فيكون معنى الآية : قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار ، يا من هو قانت (
آناء الليل ) إنك من أهل الجنة ، قاله
ابن عباس .
وفي رواية
عطاء : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق .
وقال
الضحاك : نزلت في
أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - .
[ ص: 111 ]
وعن
ابن عمر أنها نزلت في عثمان .
وعن
الكلبي أنها نزلت في
ابن مسعود وعمار وسلمان .
والقانت : المقيم على الطاعة . قال
ابن عمر : " القنوت " : قراءة القرآن وطول القيام ، و " آناء الليل " : ساعاته ، (
ساجدا وقائما ) يعني : في الصلاة ، (
يحذر الآخرة ) يخاف الآخرة ، (
ويرجو رحمة ربه ) يعني : كمن لا يفعل شيئا من ذلك ، (
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) قيل : " الذين يعلمون "
عمار ، " والذين لا يعلمون " :
أبو حذيفة المخزومي ، (
إنما يتذكر أولو الألباب ) .