[ ص: 145 ] (
ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب ( 22 )
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين ( 23 )
إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب ( 24 )
فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال ( 25 )
وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ( 26 ) )
( ذلك ) أي : ذلك العذاب الذي نزل بهم ، (
بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب ) .
قوله عز وجل : (
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا ) يعني :
فرعون وقومه (
اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه ) قال
قتادة : هذا غير القتل الأول ؛ لأن
فرعون كان قد أمسك عن قتل الولدان ، فلما بعث
موسى - عليه السلام - أعاد القتل عليهم ، فمعناه أعيدوا عليهم القتل (
واستحيوا نساءهم ) ليصدوهم بذلك عن متابعة
موسى ومظاهرته ، (
وما كيد الكافرين ) وما
مكر فرعون وقومه واحتيالهم ، (
إلا في ضلال ) أي : يذهب كيدهم باطلا ويحيق بهم ما يريده الله عز وجل .
(
وقال فرعون ) لملئه ، (
ذروني أقتل موسى ) وإنما قال هذا ؛ لأنه كان في خاصة
قوم فرعون من يمنعه من قتله خوفا من الهلاك (
وليدع ربه ) أي : وليدع
موسى ربه الذي يزعم أنه أرسله إلينا فيمنعه منا ، (
إني أخاف أن يبدل ) يغير ، ) ( دينكم ) الذي أنتم عليه ، (
أو أن يظهر في الأرض الفساد ) قرأ
يعقوب وأهل الكوفة " أو أن يظهر " وقرأ الآخرون " وأن يظهر " وقرأ
أهل المدينة والبصرة وحفص " يظهر " بضم الياء وكسر الهاء على التعدية ، ) ( الفساد ) نصب لقوله : "
أن يبدل دينكم " حتى يكون الفعلان على نسق واحد ، وقرأ الآخرون بفتح الياء والهاء على اللزوم ، " الفساد " رفع ، وأراد بالفساد تبديل الدين وعبادة غيره .