(
إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ( 51 )
يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ( 52 )
ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ( 53 )
هدى وذكرى لأولي الألباب ( 54 )
فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ( 55 )
إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير ( 56 ) )
قوله عز وجل ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ) قال
ابن عباس : بالغلبة والقهر . وقال
الضحاك : بالحجة ، وفي الآخرة بالعذر . وقيل : بالانتقام من الأعداء في الدنيا والآخرة ، وكل ذلك قد كان للأنبياء والمؤمنين ، فهم منصورون بالحجة على من خالفهم ، وقد نصرهم الله بالقهر على من ناوأهم وإهلاك أعدائهم ، ونصرهم بعد أن قتلوا بالانتقام من أعدائهم ، كما نصر
يحيى بن زكريا لما قتل ، قتل به سبعون ألفا ، فهم منصورون بأحد هذه الوجوه ، (
ويوم يقوم الأشهاد ) يعني : يوم القيامة يقوم الحفظة من الملائكة يشهدون للرسل بالتبليغ وعلى الكفار بالتكذيب .
(
يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ) إن اعتذروا عن كفرهم لم يقبل منهم ، وإن تابوا لم ينفعهم ، (
ولهم اللعنة ) البعد من الرحمة ، (
ولهم سوء الدار ) يعني جهنم .
(
ولقد آتينا موسى الهدى ) قال
مقاتل : الهدى من الضلالة يعني التوراة ، (
وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ) التوراة .
(
هدى وذكرى لأولي الألباب ) .
) ( فاصبر ) يا
محمد على أذاهم ، (
إن وعد الله ) في إظهار دينك وإهلاك أعدائك ) ( حق ) قال
الكلبي : نسخت آية القتال آية الصبر ، (
واستغفر لذنبك ) هذا تعبد من الله ليزيده به درجة وليصير سنة لمن بعده ، (
وسبح بحمد ربك ) صل شاكرا لربك (
بالعشي والإبكار ) قال
الحسن : يعني صلاة العصر وصلاة الفجر . وقال
ابن عباس : الصلوات الخمس .
(
إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم ) ما في قلوبهم ، والصدر
[ ص: 153 ] موضع القلب ، فكنى به عن القلب لقرب الجوار ، (
إلا كبر ) قال
ابن عباس : ما يحملهم على تكذيبك إلا ما في صدورهم من الكبر والعظمة ، (
ما هم ببالغيه ) قال
مجاهد : ما هم ببالغي مقتضى ذلك الكبر ؛ لأن الله عز وجل مذلهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : إن في صدورهم إلا تكبر على
محمد - صلى الله عليه وسلم - وطمع في أن يغلبوه وما هم ببالغي ذلك .
قال أهل التفسير : نزلت في
اليهود ، وذلك أنهم قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن صاحبنا المسيح بن داود - يعنون
الدجال - يخرج في آخر الزمان ، فيبلغ سلطانه في البر والبحر ، ويرد الملك إلينا ، قال الله تعالى : (
فاستعذ بالله ) من فتنة الدجال ، (
إنه هو السميع البصير ) .