( (
فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون . ( 16 )
وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ( 17 )
ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ( 18 )
ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون ( 19 ) .
(
فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) عاصفة شديدة الصوت ، من الصرة وهي الصيحة . وقيل : هي الباردة من الصر وهو البرد . (
في أيام نحسات ) قرأ
ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب " نحسات " بسكون الحاء ، وقرأ الآخرون بكسرها أي : نكدات مشئومات ذات نحوس . وقال
الضحاك : أمسك الله عنهم المطر ثلاث سنين ، ودامت الرياح عليهم من غير مطر ، (
لنذيقهم عذاب الخزي ) أي : عذاب الهون والذل ، (
في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى ) أشد إهانة (
وهم لا ينصرون ) .
(
وأما ثمود فهديناهم ) دعوناهم قاله
مجاهد . وقال
ابن عباس : بينا لهم سبيل الهدى . وقيل : دللناهم على الخير والشر ، كقوله : " هديناه السبيل " ( الإنسان - 3 ) ، (
فاستحبوا العمى على الهدى ) فاختاروا الكفر على الإيمان ، (
فأخذتهم صاعقة العذاب ) [ أي : هلكة العذاب ] ، (
الهون ) أي : ذي الهون أي : الهوان ، وهو الذي يهينهم ويخزيهم ، (
بما كانوا يكسبون ) . (
ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ويوم يحشر أعداء الله إلى النار ) قرأ
نافع ويعقوب : " نحشر " بالنون " أعداء " نصب . وقرأ الآخرون بالياء ورفعها وفتح الشين " أعداء " رفع أي : يجمع إلى النار ، (
فهم يوزعون ) يساقون ويدفعون إلى النار . وقال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا .