[ ص: 172 ] ( (
ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون ( 28 )
وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ( 29 )
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ( 30 ) )
(
ذلك ) الذي ذكرت من العذاب الشديد ، (
جزاء أعداء الله ) ثم بين ذلك الجزاء فقال : (
النار ) أي : هو النار ، (
لهم فيها ) أي : في النار ، (
دار الخلد ) دار الإقامة لا انتقال منها ، (
جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون ) .
(
وقال الذين كفروا ) أي : في النار يقولون : (
ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس ) يعنون إبليس وقابيل بن آدم الذي قتل أخاه ؛ لأنهما سنا المعصية . (
نجعلهما تحت أقدامنا ) في النار ، (
ليكونا من الأسفلين ) ليكونا في الدرك الأسفل من النار . قال
ابن عباس : ليكونا أشد عذابا منا .
قوله عز وجل : (
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) سئل
أبو بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - عن الاستقامة فقال : أن لا تشرك بالله شيئا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " الاستقامة " أن تستقيم على الأمر والنهي ، ولا تروغ روغان الثعلب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان - رضي الله عنه - : أخلصوا العمل لله . وقال
علي - رضي الله عنه - : أدوا الفرائض . وقال
ابن عباس : استقاموا على أداء الفرائض .
وقال
الحسن : استقاموا على أمر الله تعالى فعملوا بطاعته ، واجتنبوا معصيته .
وقال
مجاهد وعكرمة : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله .
وقال
مقاتل : استقاموا على المعرفة ولم يرتدوا . وقال
قتادة : كان
الحسن إذا تلا هذه الآية قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة .
[ ص: 173 ]
قوله عز وجل : (
تتنزل عليهم الملائكة ) قال
ابن عباس : عند الموت . وقال
قتادة ومقاتل : إذا قاموا من قبورهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع بن الجراح : البشرى تكون في ثلاث مواطن : عند الموت وفي القبر وعند البعث . (
ألا تخافوا ) من الموت . وقال
مجاهد : لا تخافوا على ما تقدمون عليه من أمر الآخرة . (
ولا تحزنوا ) على ما خلفتم من أهل وولد ، فإنا نخلفكم في ذلك كله . وقال
عطاء بن أبي رباح : لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم فإني أغفرها لكم . (
وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) .