[ ص: 193 ] (
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ( 25 ) )
(
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ) قال
ابن عباس - رضي الله عنهما - : يريد أولياءه وأهل طاعته . قيل :
التوبة ترك المعاصي نية وفعلا والإقبال على الطاعة نية وفعلا . قال
سهل بن عبد الله : التوبة الانتقال من الأحوال المذمومة إلى الأحوال المحمودة . (
ويعفو عن السيئات ) إذا تابوا .
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أخبرنا
أبو منصور محمد بن سمعان ، حدثنا
أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، أخبرنا
حميد بن زنجويه ، حدثنا
يحيى بن حماد ، حدثنا
أبو عوانة عن
سليمان عن
الأعمش عن
عمارة بن عمير عن
الحارث بن سويد قال : دخلت على
عبد الله أعوده ، فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815509سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لله أفرح بتوبة عبده من رجل - أظنه قال - في برية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فنزل فنام فاستيقظ وقد ضلت راحلته ، فطاف عليها حتى أدركه العطش ، فقال : أرجع إلى حيث كانت راحلتي فأموت عليه ، فرجع فأغفى فاستيقظ فإذ هو بها عنده عليها طعامه وشرابه " .
أخبرنا
إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا
عبد الغافر بن محمد ، أخبرنا
محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا
إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا
مسلم بن الحجاج ، حدثنا
محمد بن الصباح nindex.php?page=showalam&ids=11997وزهير بن حرب قالا : حدثنا
عمر بن يونس ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ، حدثنا
إسحاق بن أبي طلحة ، حدثني
أنس بن مالك وهو عمه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815510قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح " .
(
ويعفو عن السيئات ) فيمحوها إذا تابوا . (
ويعلم ما تفعلون ) قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص " تفعلون " بالتاء ، وقالوا : هو خطاب للمشركين ، وقرأ الآخرون بالياء ؛ لأنه بين خبرين عن قوم ، فقال قبله : عن عباده ، وبعده : ويزيدهم من فضله .