[ ص: 198 ] (
وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ( 40 )
ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ( 41 )
إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ( 42 )
ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ( 43 ) )
ثم ذكر الله الانتصار فقال : (
وجزاء سيئة سيئة مثلها ) [ سمى الجزاء سيئة ] وإن لم تكن سيئة لتشابههما في الصورة . قال
مقاتل : يعني القصاص في الجراحات والدماء .
قال
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : هو جواب القبيح ، إذا قال : أخزاك الله تقول : أخزاك الله ، وإذا شتمك فاشتمه بمثلها من غير أن تعتدي .
قال
سفيان بن عيينة : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=16004لسفيان الثوري ما قوله عز وجل : " وجزاء سيئة سيئة مثلها " ؟ قال : أن يشتمك رجل فتشتمه ، وأن يفعل بك فتفعل به ، فلم أجد عنده شيئا . فسألت
هشام بن حجيرة عن هذه الآية ؟ فقال : الجارح إذا جرح يقتص منه ، وليس هو أن يشتمك فتشتمه .
ثم ذكر العفو فقال : (
فمن عفا ) عمن ظلمه ، (
وأصلح ) بالعفو بينه وبين ظالمه ، (
فأجره على الله ) قال
الحسن : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : من كان له على الله أجر فليقم . فلا يقوم إلا من عفا ، ثم قرأ هذه الآية . (
إنه لا يحب الظالمين ) قال
ابن عباس : الذين يبدءون بالظلم .
(
ولمن انتصر بعد ظلمه ) أي : بعد ظلم الظالم إياه ، (
فأولئك ) يعني المنتصرين ، (
ما عليهم من سبيل ) بعقوبة ومؤاخذة .
(
إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ) يبدءون بالظلم ، (
ويبغون في الأرض بغير الحق ) يعملون فيها بالمعاصي ، (
أولئك لهم عذاب أليم ) .
(
ولمن صبر وغفر ) فلم ينتصر ، (
إن ذلك ) الصبر والتجاوز ، (
لمن عزم الأمور ) حقها وجزمها . قال مقاتل : من الأمور التي أمر الله بها . قال الزجاج : الصابر يؤتى بصبره الثواب ، فالرغبة في الثواب أتم عزما .