[ ص: 202 ] [ ص: 203 ] [ ص: 204 ] [ ص: 205 ] سورة الزخرف
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
حم ( 1 )
والكتاب المبين ( 2 )
إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ( 3 )
وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ( 4 ) )
(
حم ) (
والكتاب المبين ) أقسم بالكتاب الذي أبان طريق الهدى من طريق الضلالة ، وأبان ما تحتاج إليه الأمة من الشريعة .
(
إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) قوله : " جعلناه " أي : صيرنا قراءة هذا الكتاب عربيا . وقيل : بيناه . وقيل : سميناه . وقيل : وصفناه ، يقال : جعل فلان زيدا أعلم الناس ، أي وصفه ، هذا كقوله تعالى : " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " ( الزخرف 19 ) وقوله : " جعلوا القرآن عضين " ( الحجر 91 ) ، وقال : " أجعلتم سقاية الحاج " ( التوبة 19 ) كلها بمعنى الوصف والتسمية .
" وإنه " ( يعني القرآن ، (
في أم الكتاب ) في اللوح المحفوظ . قال
قتادة : " أم الكتاب " : أصل الكتاب ، وأم كل شيء : أصله . قال
ابن عباس : أول ما خلق الله القلم فأمره أن يكتب بما يريد أن يخلق ، فالكتاب عنده ، ثم قرأ " وإنه في أم الكتاب لدينا " فالقرآن مثبت عند الله في اللوح المحفوظ كما قال : " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " ( البروج 21 ) . (
لعلي حكيم ) قال
قتادة : يخبر عن منزلته وشرفه ، أي : إن كذبتم بالقرآن يا أهل مكة فإنه عندنا لعلي رفيع شريف محكم من الباطل .