[ ص: 210 ] (
( بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ( 22 )
وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ( 23 )
قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون ( 24 )
فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ( 25 )
وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون ( 26 )
إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ( 27 )
وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ( 28 ) )
(
بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة ) على دين وملة . قال
مجاهد : على إمام (
وإنا على آثارهم مهتدون ) جعلوا أنفسهم باتباع آبائهم مهتدين .
(
وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها ) أغنياؤها ورؤساؤها ، (
إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) بهم .
( قل ) قرأ
ابن عامر وحفص : " قال " على الخبر ، وقرأ الآخرون " قل " على الأمر ، (
أولو جئتكم ) قرأ
أبو جعفر : " جئناكم " على الجمع ، والآخرون " جئتكم " على الواحد ، (
بأهدى ) بدين أصوب (
مما وجدتم عليه آباءكم ) قال
الزجاج : قل لهم [ يا
محمد ] : أتتبعون ما وجدتم عليه آباءكم وإن جئتكم بأهدى منه ؟ فأبوا أن يقبلوا و (
قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون ) .
(
فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ) .
قوله - عز وجل - : (
وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء ) أي بريء ، ولا يثنى البراء ولا يجمع ولا يؤنث ؛ لأنه مصدر وضع موضع النعت . (
مما تعبدون ) . (
إلا الذي فطرني ) خلقني (
فإنه سيهدين ) يرشدني لدينه .
(
وجعلها ) يعني هذه الكلمة ، (
كلمة باقية في عقبه ) قال
مجاهد وقتادة : يعني كلمة التوحيد وهي : " لا إله إلا الله " كلمة باقية في عقبه : في ذريته . قال
قتادة : لا يزال في ذريته من يعبد الله ويوحده . وقال
القرظي : يعني : وجعل وصية
إبراهيم التي أوصى بها بنيه باقية في نسله وذريته ،
[ ص: 211 ] وهو قوله - عز وجل - : " ووصى بها إبراهيم بنيه " ( البقرة 132 ) .
وقال
ابن زيد : يعني قوله : " أسلمت لرب العالمين " ( البقرة 131 ) وقرأ : " هو سماكم المسلمين " ( الحج 78 ) .
(
لعلهم يرجعون ) لعل أهل
مكة يتبعون هذا الدين ويرجعون عما هم عليه إلى دين
إبراهيم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : لعلهم يتوبون ويرجعون إلى طاعة الله - عز وجل - .