(
إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ( 59 )
ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ( 60 )
وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ( 61 ) )
ثم ذكر عيسى فقال : (
إن هو ) ما هو ، يعني
عيسى عليه السلام (
إلا عبد أنعمنا عليه ) بالنبوة (
وجعلناه مثلا ) آية وعبرة (
لبني إسرائيل ) يعرفون به قدرة الله - عز وجل - على ما يشاء حيث خلقه من غير أب .
(
ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة ) أي ولو نشاء لأهلكناكم وجعلنا بدلا منكم ملائكة (
في الأرض يخلفون ) يكونون خلفا منكم يعمرون الأرض ويعبدونني ويطيعونني . وقيل : يخلف بعضهم بعضا .
(
وإنه ) يعني
عيسى عليه السلام (
لعلم للساعة ) يعني نزوله
من أشراط الساعة يعلم به قربها ، وقرأ
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة وقتادة : " وإنه لعلم للساعة " بفتح اللام والعين أي أمارة وعلامة .
وروينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=815525ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عادلا يكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ويضع الجزية ، وتهلك في زمانه الملل كلها إلا الإسلام " .
ويروى : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=815526أنه ينزل على ثنية بالأرض المقدسة ، وعليه ممصرتان ، وشعر رأسه دهين ، وبيده حربة وهي التي يقتل بها الدجال ، فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة العصر ، فيتأخر الإمام فيقدمه [ ص: 220 ] عيسى ويصلي خلفه على شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ثم يقتل الخنازير ويكسر الصليب ، ويخرب البيع والكنائس ، ويقتل النصارى إلا من آمن به " .
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا
محمد بن يوسف ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، حدثنا
ابن بكير ، حدثنا
الليث ، عن
يونس ، عن
ابن شهاب ، عن
نافع مولى أبي قتادة الأنصاري أن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=815527كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم " ؟
وقال
الحسن وجماعة : " وإنه " يعني وإن القرآن لعلم للساعة يعلمكم قيامها ، ويخبركم بأحوالها وأهوالها (
فلا تمترن بها ) فلا تشكن فيها ، قال
ابن عباس : لا تكذبوا بها (
واتبعون ) على التوحيد (
هذا ) الذي أنا عليه (
صراط مستقيم ) .