[ ص: 231 ] (
وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين ( 19 )
وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ( 20 )
وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون ( 21 )
فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون ( 22 )
فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون ( 23 )
واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون ( 24 )
كم تركوا من جنات وعيون ( 25 )
وزروع ومقام كريم ( 26 )
ونعمة كانوا فيها فاكهين ( 27 ) )
(
وأن لا تعلوا على الله ) لا تتجبروا عليه بترك طاعته (
إني آتيكم بسلطان مبين ) ببرهان بين على صدق قولي ، فلما قال ذلك توعدوه بالقتل ، فقال :
(
وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) . (
وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) أي : تقتلوني ، وقال
ابن عباس : تشتموني وتقولوا هو ساحر . وقال
قتادة : ترجموني بالحجارة .
(
وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون ) فاتركوني لا معي ولا علي . وقال
ابن عباس : فاعتزلوا أذاي باليد واللسان ، فلم يؤمنوا .
(
فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون ) مشركون ، فأجابه الله وأمره أن يسري ، فقال :
(
فأسر بعبادي ليلا ) أي ببني إسرائيل (
إنكم متبعون ) يتبعكم فرعون وقومه .
(
واترك البحر ) إذا قطعته أنت وأصحابك ( رهوا ) ساكنا على حالته وهيئته ، بعد أن ضربته ودخلته ، معناه : لا تأمره أن يرجع ، اتركه حتى يدخله آل فرعون ، وأصل " الرهو " : السكون . وقال
مقاتل : معناه : اترك البحر رهوا [ راهيا ] أي : ساكنا ، فسمي بالمصدر ، أي ذا رهو . وقال
كعب : اتركه طريقا . قال
قتادة : طريقا يابسا . قال
قتادة : لما قطع
موسى البحر عطف ليضرب البحر بعصاه ليلتئم وخاف أن يتبعه
فرعون [ وجنوده ] فقيل له : اترك البحر رهوا كما هو (
إنهم جند مغرقون ) أخبر
موسى أنه يغرقهم ليطمئن قلبه في تركه البحر كما جاوزه . ثم ذكر ما تركوا
بمصر .
فقال : (
كم تركوا ) [ يعني بعد الغرق ] (
من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ) مجلس شريف ، قال
قتادة : الكريم الحسن .
( ونعمة ) ومتعة وعيش لين (
كانوا فيها فاكهين ) ناعمين وفكهين : أشرين بطرين .