[ ص: 236 ] (
كالمهل يغلي في البطون ( 45 )
كغلي الحميم ( 46 )
خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ( 47 )
ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ( 48 )
ذق إنك أنت العزيز الكريم ( 49 )
إن هذا ما كنتم به تمترون ( 50 )
إن المتقين في مقام أمين ( 51 ) )
( كالمهل ) هو دردي الزيت الأسود (
يغلي في البطون ) قرأ
ابن كثير وحفص " يغلي " بالياء ، جعلوا الفعل للمهل ، وقرأ الآخرون بالتاء لتأنيث الشجرة ، " في البطون " أي بطون الكفار (
كغلي الحميم ) كالماء الحار إذا اشتد غليانه .
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا
أبو بكر العبدوسي ، أخبرنا
أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد ، حدثنا
سليمان بن يوسف ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير ، حدثنا
شعبة عن
الأعمش ، عن
مجاهد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815536قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أيها الناس اتقوا الله حق تقاته ، فلو أن قطرة من الزقوم قطرت على الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم ، فكيف بمن تكون طعامه وليس لهم طعام غيره " .
قوله تعالى : ( خذوه ) أي يقال للزبانية : خذوه ، يعني الأثيم ( فاعتلوه ) قرأ أهل
الكوفة ،
وأبو جعفر ،
وأبو عمرو : بكسر التاء ، وقرأ الباقون بضمها ، وهما لغتان ، أي ادفعوه وسوقوه ، يقال : عتله يعتله عتلا إذا ساقه بالعنف والدفع والجذب (
إلى سواء الجحيم ) وسطه .
(
ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ) قال
مقاتل ، إن خازن النار يضربه على رأسه فينقب رأسه عن دماغه ، ثم يصب فيه ماء حميما قد انتهى حره .
ثم يقال له : ( ذق ) هذا العذاب ( إنك ) قرأ
الكسائي " أنك " بفتح الألف ، أي لأنك كنت تقول : أنا العزيز ، وقرأ الآخرون بكسرها على الابتداء (
إنك أنت العزيز الكريم ) عند قومك بزعمك ، وذلك أن
أبا جهل كان يقول : أنا أعز أهل الوادي وأكرمهم ، فيقول له هذا خزنة النار ، على طريق الاستحقار والتوبيخ .
(
إن هذا ما كنتم به تمترون ) تشكون فيه ولا تؤمنون به . ثم ذكر مستقر المتقين ، فقال :
(
إن المتقين في مقام أمين ) قرأ أهل
المدينة والشام : " في مقام " بضم الميم على المصدر ،
[ ص: 237 ] أي في إقامة ، وقرأ الآخرون بفتح الميم ، أي في مجلس أمين ، أمنوا فيه من الغير ، أي من الموت ومن الخروج منه .