[ ص: 242 ] (
يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم ( 8 )
وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ( 9 )
من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم ( 10 )
هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم ( 11 )
الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ( 12 )
وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ( 13 )
قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون ( 14 ) )
(
يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من آياتنا ) قال
مقاتل : من القرآن (
شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ) وذكر بلفظ الجمع ردا إلى " كل " في قوله : " لكل أفاك أثيم " .
(
من ورائهم ) أمامهم ( جهنم ) يعني أنهم في الدنيا [ ممتعون بأموالهم ] ولهم في الآخرة النار يدخلونها (
ولا يغني عنهم ما كسبوا ) من الأموال (
شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ) ولا ما عبدوا من دون الله من الآلهة (
ولهم عذاب عظيم ) .
( هذا ) يعني هذا القرآن ( هدى ) بيان من الضلالة (
والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم ) .
(
الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض ) ومعنى تسخيرها أنه خلقها لمنافعنا . فهو مسخر لنا من حيث إنا ننتفع به ( جميعا منه ) فلا تجعلوا لله أندادا ، قال
ابن عباس : " جميعا منه " ، كل ذلك رحمة منه . قال
الزجاج : كل ذلك تفضل منه وإحسان . (
إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) .
(
قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ) أي لا يخافون وقائع الله ولا يبالون نقمته ، قال
ابن عباس ومقاتل : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، وذلك أن رجلا من
بني غفار شتمه
بمكة فهم
عمر - رضي الله تعالى عنه - أن يبطش به ، فأنزل الله هذه الآية ،
[ ص: 243 ] وأمره أن يعفو عنه .
وقال
القرظي nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : نزلت في أناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل
مكة كانوا في أذى شديد من المشركين ، من قبل أن يؤمروا بالقتال ، فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأنزل الله هذه الآية ثم نسختها آية القتال . (
ليجزي قوما ) قرأ
ابن عامر وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " لنجزي " بالنون ، وقرأ الآخرون بالياء ، أي ليجزي الله ، وقرأ
أبو جعفر " ليجزى " بضم الياء الأولى وسكون الثانية وفتح الزاي ، قال
أبو عمرو : وهو لحن ، قال
الكسائي : معناه ليجزي الجزاء قوما (
بما كانوا يكسبون ) .