[ ص: 263 ] (
قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون ( 23 )
فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ( 24 )
تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين ( 25 ) )
(
قال )
هود (
إنما العلم عند الله ) وهو يعلم متى يأتيكم العذاب (
وأبلغكم ما أرسلت به ) من الوحي (
ولكني أراكم قوما تجهلون ) .
(
فلما رأوه ) يعني ما يوعدون به من العذاب (
عارضا ) سحابا يعرض أي يبدو في ناحية من السماء ثم يطبق السماء (
مستقبل أوديتهم ) فخرجت عليهم سحابة سوداء من واد لهم يقال له : "
المغيث " وكانوا قد حبس عنهم المطر ، فلما رأوها استبشروا (
قالوا هذا عارض ممطرنا ) يقول الله تعالى : (
بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ) فجعلت الريح تحمل الفسطاط وتحمل الظعينة حتى ترى كأنها جرادة .
(
تدمر كل شيء ) مرت به من رجال عاد وأموالها ، [ (
بأمر ربها ) ] فأول ما عرفوا أنها عذاب رأوا ما كان خارجا من ديارهم من الرجال والمواشي تطير بهم الريح بين السماء والأرض ، فدخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم فجاءت الريح فقلعت أبوابهم وصرعتهم ، وأمر الله الريح فأمالت عليهم الرمال ، فكانوا تحت الرمل سبع ليال وثمانية أيام ، لهم أنين ، ثم أمر الله الريح فكشفت عنهم الرمال فاحتملتهم فرمت بهم في البحر .
أخبرنا
الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أخبرنا
أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني ، أخبرنا
أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ ، أخبرنا
يونس ، أخبرنا
ابن وهب ، أخبرنا
عمرو بن الحارث ، أخبرنا
النضر . حدثه عن
سليمان بن يسار ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=815548عن عائشة أنها قالت : ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه بياض لهواته ، وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه ، فقلت : يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا ، رجاء أن يكون فيه المطر ، وإذا رأيته عرف في وجهك الكراهية ، فقال : " يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب ، قد عذب قوم بالريح ، وقد رأى قوم العذاب فقالوا : " هذا عارض ممطرنا " ، الآية .
(
فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ) قرأ
عاصم ،
وحمزة ،
ويعقوب : " يرى " بضم الياء " مساكنهم " برفع النون يعني : لا يرى شيء إلا مساكنهم ، وقرأ الآخرون بالتاء وفتحها ، " مساكنهم "
[ ص: 264 ] نصب؛ يعني لا ترى أنت يا
محمد إلا مساكنهم لأن السكان والأنعام بادت بالريح ، فلم يبق إلا
هود ومن آمن معه . (
كذلك نجزي القوم المجرمين ) .