(
( ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم ( 26 )
فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ( 27 )
ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ( 28 )
أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ( 29 )
ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ( 30 ) )
(
ذلك بأنهم ) يعني المنافقين أو
اليهود (
قالوا للذين كرهوا ما نزل الله ) وهم المشركون (
سنطيعكم في بعض الأمر ) في التعاون على عداوة
محمد - صلى الله عليه وسلم - والقعود عن الجهاد ، وكانوا يقولونه سرا فأخبر الله تعالى عنهم (
والله يعلم إسرارهم ) قرأ أهل
الكوفة غير
أبي بكر : بكسر الهمزة ، على المصدر ، والباقون بفتحها على جمع السر .
(
فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك ) الضرب (
بأنهم اتبعوا ما أسخط الله ) قال
ابن عباس : بما كتموا من التوراة وكفروا
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - (
وكرهوا رضوانه ) كرهوا ما فيه رضوان الله ، وهو الطاعة والإيمان . (
فأحبط أعمالهم ) .
(
أم حسب الذين في قلوبهم مرض ) يعني المنافقين (
أن لن يخرج الله أضغانهم ) لن يظهر أحقادهم على المؤمنين فيبديها حتى يعرفوا نفاقهم ، واحدها : " ضغن " ، قال
ابن عباس : حسدهم .
(
ولو نشاء لأريناكهم ) أي لأعلمناكهم وعرفناكهم (
فلعرفتهم بسيماهم ) بعلامتهم ،
[ ص: 289 ] قال
الزجاج : المعنى : لو نشاء لجعلنا على المنافقين علامة تعرفهم بها .
قال
أنس : ما خفي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد نزول هذه الآية شيء من المنافقين ، كان يعرفهم بسيماهم .
(
ولتعرفنهم في لحن القول ) في معناه ومقصده .
" واللحن " : وجهان صواب وخطأ ، فالفعل من الصواب : لحن يلحن لحنا فهو لحن إذا فطن للشيء ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815564 " ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض " .
والفعل من الخطأ لحن يلحن لحنا فهو لاحن . والأصل فيه : إزالة الكلام عن جهته .
والمعنى : إنك تعرفهم فيما يعرضون به من تهجين أمرك وأمر المسلمين والاستهزاء بهم ، فكان بعد هذا لا يتكلم منافق عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عرفه بقوله ، ويستدل بفحوى كلامه على فساد دخيلته .
(
والله يعلم أعمالكم ) .