(
بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب ( 2 )
أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ( 3 )
قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ ( 4 )
بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج ( 5 ) )
و " بل " كقوله : " والقرآن المجيد - بل عجبوا " .
( أن جاءهم منذر ) مخوف ( منهم ) يعرفون نسبه وصدقه وأمانته (
فقال الكافرون هذا شيء عجيب ) غريب .
( أئذا متنا وكنا ترابا ) نبعث ، ترك
ذكر البعث لدلالة الكلام عليه ( ذلك رجع ) أي رد إلى الحياة ( بعيد ) وغير كائن ، أي : يبعد أن نبعث بعد الموت .
قال الله - عز وجل - : (
قد علمنا ما تنقص الأرض منهم ) أي تأكل من لحومهم ودمائهم وعظامهم لا يعزب عن علمه شيء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : هو الموت ، يقول : قد علمنا من يموت منهم ومن يبقى (
وعندنا كتاب حفيظ ) [ محفوظ من الشياطين ومن أن يدرس ويتغير وهو اللوح المحفوظ ، وقيل : حفيظ ] أي : حافظ لعدتهم وأسمائهم .
(
بل كذبوا بالحق ) بالقرآن (
لما جاءهم فهم في أمر مريج ) مختلط ، قال
سعيد بن جبير ومجاهد : ملتبس . قال
قتادة في هذه الآية : من ترك الحق مرج عليه أمره والتبس عليه دينه . وقال
الحسن : ما ترك قوم الحق إلا مرج أمرهم . وذكر
الزجاج معنى اختلاط أمرهم ، فقال : هو أنهم يقولون للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، مرة شاعر ، ومرة ساحر ، ومرة معلم ، ويقولون للقرآن مرة سحر ، ومرة
[ ص: 357 ] رجز ، ومرة مفترى ، فكان أمرهم مختلطا ملتبسا عليهم .