(
ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ( 20 )
وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ( 21 )
لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ( 22 )
وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ( 23 )
ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ( 24 ) )
( ونفخ في الصور ) يعني
نفخة البعث (
ذلك يوم الوعيد ) أي : ذلك اليوم يوم الوعيد الذي وعده الله للكفار أن يعذبهم فيه . قال
مقاتل : يعني بالوعيد العذاب ، أي : يوم وقوع الوعيد .
( وجاءت ) ذلك اليوم (
كل نفس معها سائق ) يسوقها إلى المحشر ( وشهيد ) يشهد عليها بما عملت ، قال
الضحاك : السائق من الملائكة ، والشاهد من أنفسهم الأيدي والأرجل ، وهي رواية
العوفي عن
ابن عباس . وقال الآخرون : هما جميعا من الملائكة ، فيقول الله :
(
لقد كنت في غفلة من هذا ) . (
لقد كنت في غفلة من هذا ) اليوم في الدنيا (
فكشفنا عنك غطاءك ) الذي كان في الدنيا على قلبك وسمعك وبصرك (
فبصرك اليوم حديد ) نافذ تبصر ما كنت تنكر في الدنيا . وروي عن
مجاهد قال : يعني نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك .
(
وقال قرينه )
الملك الموكل به (
هذا ما لدي عتيد ) معد محضر ، وقيل : " ما " بمعنى ( من ) قال
مجاهد : يقول هذا الذي وكلتني به من ابن آدم حاضر عندي قد أحضرته وأحضرت ديوان أعماله ، فيقول الله - عز وجل - لقرينه : (
ألقيا في جهنم ) هذا خطاب للواحد بلفظ التثنية على عادة العرب ، تقول : ويحك ويلك ارحلاها وازجراها وخذاها وأطلقاها ، للواحد ، قال
الفراء : وأصل ذلك أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه وسفره اثنان ، فجرى كلام الواحد على صاحبيه ، ومنه قولهم في الشعر للواحد : خليلي . وقال
الزجاج : هذا أمر للسائق والشهيد ، وقيل : للمتلقيين . (
كل كفار عنيد )
عاص معرض عن
[ ص: 361 ] الحق . قال
عكرمة ومجاهد : مجانب للحق معاند لله .