(
ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ( 57 )
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ( 58 )
فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون ( 59 )
فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ( 60 ) )
(
ما أريد منهم من رزق ) أي : أن يرزقوا أحدا من خلقي ولا أن يرزقوا أنفسهم (
وما أريد أن يطعمون ) أي : أن يطعموا أحدا من خلقي ، وإنما أسند الإطعام إلى نفسه ، لأن الخلق عيال الله ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه . كما جاء في الحديث يقول الله تعالى : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=815642استطعمتك فلم تطعمني " أي : لم تطعم عبدي ، ثم بين أن الرازق هو لا غيره فقال :
(
إن الله هو الرزاق ) يعني : لجميع خلقه (
ذو القوة المتين ) وهو القوي المقتدر المبالغ في القوة والقدرة .
(
فإن للذين ظلموا ) كفروا من أهل
مكة ( ذنوبا ) نصيبا من العذاب (
مثل ذنوب أصحابهم ) مثل نصيب أصحابهم الذين هلكوا من قوم
نوح وعاد وثمود ، وأصل " الذنوب " في اللغة : الدلو العظيمة المملوءة ماء ، ثم استعمل في الحظ والنصيب ( فلا يستعجلون ) بالعذاب يعني أنهم أخروا إلى يوم القيامة .
يدل عليه قوله - عز وجل - : (
فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ) . يعني : يوم القيامة ، وقيل : يوم
بدر .