[ ص: 419 ] (
وأنه هو أغنى وأقنى ( 48 )
وأنه هو رب الشعرى ( 49 )
وأنه أهلك عادا الأولى ( 50 ) )
(
( وأنه هو أغنى وأقنى ) قال
أبو صالح : أغنى الناس بالأموال وأقنى أي : أعطى القنية وأصول الأموال وما يدخرونه بعد الكفاية .
قال
الضحاك : أغنى بالذهب والفضة وصنوف الأموال ، وأقنى بالإبل والبقر والغنم .
وقال
قتادة والحسن : " أقنى " : أخدم .
وقال
ابن عباس : " أغنى وأقنى " : أعطى فأرضى .
قال
مجاهد ومقاتل : " أقنى " : أرضى بما أعطى وقنع .
وقال
ابن زيد : " أغنى " : أكثر " وأقنى " : أقل وقرأ : "
يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " ، ( الإسراء - 30 ) وقال
الأخفش : " أقنى " : أفقر . وقال
ابن كيسان : أولد .
(
وأنه هو رب الشعرى ) وهو كوكب خلف الجوزاء وهما شعريان ، يقال لإحداهما العبور وللأخرى الغميصاء ، سميت بذلك لأنها أخفى من الأخرى ، والمجرة بينهما . وأراد هاهنا الشعرى العبور ، وكانت
خزاعة تعبدها ، وأول من سن لهم ذلك رجل من أشرافهم يقال له
أبو كبشة عبدها ، وقال : لأن النجوم تقطع السماء عرضا والشعرى طولا فهي مخالفة لها ، فعبدتها
خزاعة ، فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خلاف العرب في الدين سموه
ابن أبي كبشة لخلافه إياهم ، كخلاف
أبي كبشة في عبادة الشعرى .
(
( وأنه أهلك عادا الأولى ) قرأ أهل
المدينة والبصرة بلام مشددة بعد الدال ، ويهمز واوه قالون عن نافع ، والعرب تفعل ذلك فتقول : قم لان عنا ، تريد : قم الآن ، ويكون الوقف عند "
عادا " ، والابتداء " أولى " بهمزة واحدة مفتوحة بعدها لام مضمومة ، [ ويجوز الابتداء : لولى ] بحذف الهمزة المفتوحة .
وقرأ الآخرون : "
عادا الأولى " ، وهم قوم
هود أهلكوا بريح صرصر ، فكان لهم عقب ، فكانوا
عادا الأخرى .