[ ص: 430 ] (
كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر ( 18 )
إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر ( 19 )
تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر ( 20 )
فكيف كان عذابي ونذر ( 21 )
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ( 22 )
كذبت ثمود بالنذر ( 23 )
فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر ( 24 )
أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر ( 25 ) )
(
كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) شديدة الهبوب (
في يوم نحس مستمر ) شديد دائم الشؤم ، استمر عليهم بنحو سنة فلم يبق منهم أحدا إلا أهلكه . قيل : كان ذلك يوم الأربعاء في آخر الشهر .
( تنزع الناس ) تقلعهم ثم ترمي بهم على رءوسهم فتدق رقابهم . وروي أنها كانت تنزع الناس من قبورهم (
كأنهم أعجاز نخل ) قال
ابن عباس : أصولها ، وقال
الضحاك : أوراك نخل . ( منقعر ) [ منقطع ] من مكانه ساقط على الأرض . وواحد الأعجاز عجز ، مثل عضد وأعضاد وإنما قال : " أعجاز نخل " وهي أصولها التي قطعت فروعها؛ لأن الريح كانت تبين رءوسهم من أجسادهم ، فتبقي أجسادهم بلا رءوس .
(
فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت ثمود بالنذر ) بالإنذار الذي جاءهم به
صالح .
(
فقالوا أبشرا ) آدميا (
منا واحدا نتبعه ) ونحن جماعة كثيرة وهو واحد (
إنا إذا لفي ضلال ) خطأ وذهاب عن الصواب ( وسعر ) قال
ابن عباس : عذاب . وقال
الحسن : شدة عذاب . وقال
قتادة : عناء ، يقولون : إنا إذا لفي عناء وعذاب مما يلزمنا من طاعته . قال
سفيان بن عيينة : هو جمع سعير . وقال
الفراء : جنون ، يقال ناقة مسعورة إذا كانت خفيفة الرأس هائمة على وجهها . وقال
وهب : وسعر : أي : بعد عن الحق .
(
أألقي الذكر عليه ) أأنزل الذكر الوحي (
من بيننا بل هو كذاب أشر ) بطر متكبر يريد أن يتعظم علينا بادعائه النبوة ، " والأشر " : المرح والتجبر .