(
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ( 32 )
كذبت قوم لوط بالنذر ( 33 )
إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر ( 34 )
نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ( 35 )
ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر ( 36 )
ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر ( 37 ) )
(
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبا ) ريحا ترميهم بالحصباء ، وهي الحصى وقال
الضحاك : يعني صغار الحصى . وقيل : " الحصباء " هي الحجر الذي دون ملء الكف ، وقد يكون الحاصب الرامي فيكون المعنى على هذا : أرسلنا عليهم عذابا يحصبهم أي : يرميهم بالحجارة ، ثم استثنى فقال : (
إلا آل لوط ) يعني
لوطا وابنتيه ( نجيناهم ) من العذاب ( بسحر ) .
(
نعمة من عندنا ) أي : جعلناه نعمة منا عليهم حيث أنجيناهم ( كذلك ) كما أنعمنا على آل
لوط (
نجزي من شكر ) قال
مقاتل : من وحد الله لم يعذبه مع المشركين .
(
ولقد أنذرهم ) لوط ( بطشتنا ) أخذنا إياهم بالعقوبة (
فتماروا بالنذر ) شكوا بالإنذار وكذبوا ولم يصدقوا .
(
ولقد راودوه عن ضيفه ) طلبوا أن يسلم إليهم أضيافه (
فطمسنا أعينهم ) وذلك أنهم لما قصدوا دار
لوط وعالجوا الباب ليدخلوا ، قالت الرسل [
للوط ] : خل بينهم وبين الدخول فإنا رسل ربك لن يصلوا إليك ، فدخلوا الدار فصفقهم
جبريل بجناحه بإذن الله فتركهم عميا يترددون متحيرين لا يهتدون إلى الباب ، فأخرجهم
لوط عميا لا يبصرون . قوله : "
فطمسنا أعينهم " أي : صيرناها
[ ص: 433 ] كسائر الوجه لا يرى لها شق ، هذا قول أكثر المفسرين . وقال
الضحاك : طمس الله أبصارهم فلم يروا الرسل ، فقالوا : قد رأيناهم حين دخلوا البيت فأين ذهبوا ، فلم يروهم فرجعوا . (
فذوقوا عذابي ونذر ) أي : [ ما أنذركم ] به
لوط من العذاب .