[ ص: 10 ] (
يطوف عليهم ولدان مخلدون ( 17 )
بأكواب وأباريق وكأس من معين ( 18 )
لا يصدعون عنها ولا ينزفون ( 19 )
وفاكهة مما يتخيرون ( 20 )
ولحم طير مما يشتهون ( 21 )
وحور عين ( 22 ) )
(
يطوف عليهم ) للخدمة ( ولدان ) [ غلمان ] ( مخلدون ) لا يموتون ولا يهرمون ولا يتغيرون . وقال
الفراء : [ تقول العرب لمن كبر ولم يشمط : إنه مخلد ] .
قال
ابن كيسان : يعني ولدانا لا يحولون من حالة إلى حالة .
قال
سعيد بن جبير : مقرطون ، يقال : خلد جاريته إذا حلاها بالخلد ، وهو القرط .
قال
الحسن : هم أولاد أهل الدنيا لم تكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها ؛ لأن الجنة لا ولادة فيها فهم خدام أهل الجنة . (
بأكواب وأباريق ) فالأكواب : جمع كوب ، وهي الأقداح المستديرة الأفواه ، لا آذان لها ولا عرى ، والأباريق وهي : ذوات الخراطيم ، سميت أباريق لبريق لونها من الصفاء . (
وكأس من معين ) خمر جارية . (
لا يصدعون عنها ) لا تصدع رءوسهم من شربها (
ولا ينزفون ) أي لا يسكرون [ هذا إذا قرئ بفتح الزاي ، ومن كسر فمعناه لا ينفد شرابهم ] . (
وفاكهة مما يتخيرون ) يختارون ما يشتهون يقال تخيرت الشيء إذا أخذت خيره . (
ولحم طير مما يشتهون ) قال
ابن عباس يخطر على قلبه لحم الطير فيصير ممثلا بين يديه على ما اشتهى ، ويقال : إنه يقع على صحفة الرجل فيأكل منه ما يشتهي ثم يطير فيذهب . (
وحور عين ) قرأ
أبو جعفر ، وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : بكسر الراء والنون أي : وبحور عين ، أتبعه قوله : "
بأكواب وأباريق " وفاكهة ولحم طير " في الإعراب وإن اختلفا في المعنى ؛ لأن الحور لا يطاف بهن ، كقول الشاعر :
إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا
[ ص: 11 ]
والعين لا تزجج وإنما تكحل ، ومثله كثير . وقيل : معناه ويكرمون بفاكهة ولحم طير وحور عين .
وقرأ الباقون بالرفع ، أي : ويطوف عليهم حور عين . وقال
الأخفش رفع على معنى : لهم حور عين ، وجاء في تفسيره : " حور عين " بيض ضخام العيون .