(
فلولا إذا بلغت الحلقوم ( 83 )
وأنتم حينئذ تنظرون ( 84 )
ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ( 85 )
فلولا إن كنتم غير مدينين ( 86 )
ترجعونها إن كنتم صادقين ( 87 )
فأما إن كان من المقربين ( 88 )
فروح وريحان وجنة نعيم ( 89 ) )
قوله - عز وجل - : ( فلولا ) فهلا (
إذا بلغت الحلقوم ) أي بلغت النفس الحلقوم عند الموت . (
وأنتم حينئذ تنظرون ) يريد وأنتم يا أهل الميت تنظرون إليه متى تخرج نفسه . وقيل : معنى قوله " تنظرون " أي إلى أمري وسلطاني لا يمكنكم الدفع ولا تملكون شيئا . (
ونحن أقرب إليه منكم ) بالعلم والقدرة والرؤية . وقيل : ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم (
ولكن لا تبصرون ) الذين حضروه . ( فلولا ) فهلا (
إن كنتم غير مدينين ) مملوكين وقال أكثرهم : محاسبين ومجزيين . (
ترجعونها إن كنتم صادقين ) أي تردون نفس هذا الميت إلى جسده بعدما بلغت الحلقوم فأجاب عن قوله : "
فلولا إذا بلغت الحلقوم " وعن قوله : "
فلولا إن كنتم غير مدينين " بجواب واحد . ومثله قوله - عز وجل - : "
فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم " ( البقرة - 38 ) أجيبا بجواب واحد ، معناه : إن كان الأمر كما تقولون - أنه لا بعث ولا حساب ولا إله يجازي - فهلا تردون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم ، وإذا لم يمكنكم ذلك فاعلموا أن الأمر إلى غيركم وهو الله - عز وجل - فآمنوا به . ثم ذكر طبقات الخلق عند الموت وبين درجاتهم فقال : (
فأما إن كان من المقربين (
فأما إن كان من المقربين ) وهم السابقون . ( فروح ) قرأ
يعقوب " فروح " بضم الراء
[ ص: 26 ] والباقون بفتحها ، فمن قرأ بالضم ، قال
الحسن معناه : تخرج روحه في الريحان ، وقال
قتادة : الروح الرحمة أي له الرحمة ، وقيل : معناه فحياة وبقاء لهم .
ومن قرأ بالفتح معناه : فله روح وهو الراحة ، وهو قول
مجاهد . وقال
سعيد بن جبير : فرح . وقال
الضحاك : مغفرة ورحمة .
( وريحان ) استراحة . وقال
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : رزق . وقال
مقاتل : هو الرزق بلسان
حمير ، يقال : خرجت أطلب ريحان الله أي رزق الله .
وقال آخرون : هو الريحان الذي يشم . قال
أبو العالية : لا يفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم تقبض روحه . .
( وجنة نعيم ) قال
أبو بكر الوراق : " الروح " النجاة من النار ، و " الريحان " دخول دار القرار .