(
قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير ( 29 ) )
(
يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد ( 30 ) )
(
قل إن تخفوا ما في صدوركم ) أي قلوبكم من مودة الكفار (
أو تبدوه ) موالاتهم قولا وفعلا ( يعلمه الله ) وقال
الكلبي : إن تسروا ما في قلوبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم من التكذيب أو تظهروه ، بحربه وقتاله ، يعلمه الله ويحفظه عليكم حتى يجازيكم به ثم قال : ( ويعلم ) رفع على الاستئناف (
ما في السماوات وما في الأرض ) يعني إذا كان لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض فكيف تخفى عليه موالاتكم الكفار وميلكم إليهم بالقلب؟ ( والله على كل شيء قدير )
قوله تعالى : (
يوم تجد كل نفس ) نصب يوما بنزع حرف الصفة أي في يوم ، وقيل : بإضمار فعل أي : اذكروا واتقوا يوم تجد كل نفس (
ما عملت من خير محضرا ) لم يبخس منه شيء كما قال الله تعالى : "
ووجدوا ما عملوا حاضرا " ( 49 - الكهف (
وما عملت من سوء ) جعله بعضهم خبرا في موضع النصب أي تجد محضرا ما عملت من الخير [ والشر فتسر بما عملت من الخير ] وجعله
[ ص: 27 ] بعضهم خبرا مستأنفا ، دليل هذا التأويل : قراءة
ابن مسعود رضي الله عنهما " وما عملت من سوء ودت لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا "
قوله تعالى : (
تود لو أن بينها ) أي بين النفس ( وبينه ) يعني وبين السوء ( أمدا بعيدا ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : مكانا بعيدا ، وقال
مقاتل : كما بين المشرق والمغرب ، والأمد الأجل والغاية التي ينتهى إليها ، وقال
الحسن : يسر أحدهم أن لا يلقى عمله أبدا ، وقيل يود أنه لم يعمله (
ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد ) .