[ ص: 40 ] (
سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ( 21 )
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ( 22 )
لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ( 23 )
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ( 24 ) )
( سابقوا ) سارعوا (
إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ) لو وصل بعضها ببعض (
أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) فبين أن أحدا لا يدخل الجنة إلا بفضل الله . قوله - عز وجل - : (
ما أصاب من مصيبة في الأرض ) يعني : قحط المطر وقلة النبات ونقص الثمار (
ولا في أنفسكم ) يعني : الأمراض وفقد الأولاد (
إلا في كتاب ) يعني : اللوح المحفوظ (
من قبل أن نبرأها ) من قبل أن نخلق الأرض والأنفس . قال
ابن عباس : من قبل أن نبرأ المصيبة . وقال
أبو العالية : يعني النسمة (
إن ذلك على الله يسير ) أي إثبات ذلك على كثرته هين على الله - عز وجل - . (
لكي لا تأسوا ) تحزنوا (
على ما فاتكم ) من الدنيا (
ولا تفرحوا بما آتاكم ) قرأ
أبو عمرو بقصر الألف ، لقوله " فاتكم " فجعل الفعل له وقرأ الآخرون ( آتاكم ) بمد الألف ، أي : أعطاكم . قال
عكرمة : ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا (
والله لا يحب كل مختال فخور ) متكبر بما أوتي من الدنيا " فخور " يفخر به على الناس .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد الصادق : يا ابن آدم ما لك تأسف على مفقود لا يرده إليك الفوت ، وما لك تفرح بموجود لا يتركه في يدك الموت . (
الذين يبخلون ) قيل : هو في محل الخفض على نعت المختال . وقيل : هو رفع بالابتداء
[ ص: 41 ] وخبره فيما بعده . (
ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول ) أي : يعرض عن الإيمان (
فإن الله هو الغني الحميد ) قرأ
أهل المدينة والشام : " فإن الله الغني " بإسقاط " هو " وكذلك هو في مصاحفهم .