[ ص: 81 ] (
لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون ( 12 )
لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ( 13 )
لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ( 14 ) )
(
لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ) وكان الأمر كذلك فإنهم أخرجوا من ديارهم فلم يخرج
المنافقون معهم وقوتلوا فلم ينصروهم : قوله تعالى : (
ولئن نصروهم ليولن الأدبار ) أي لو قدر وجود نصرهم . قال
الزجاج : معناه لو قصدوا نصر اليهود لولوا الأدبار منهزمين (
ثم لا ينصرون ) يعني
بني النضير لا يصيرون منصورين إذا انهزم ناصرهم . ( لأنتم ) يا معشر المسلمين (
أشد رهبة في صدورهم من الله ) أي يرهبونكم أشد من رهبتهم من الله ( ذلك ) أي ذلك الخوف منكم (
بأنهم قوم لا يفقهون ) عظمة الله . ( لا يقاتلونكم ) يعني اليهود (
جميعا إلا في قرى محصنة ) أي لا يبرزون لقتالكم إنما يقاتلونكم متحصنين بالقرى والجدران وهو قوله : (
أو من وراء جدر ) قرأ
ابن كثير وأبو عمرو : " جدار " على الواحد وقرأ الآخرون : " جدر " بضم الجيم والدال على الجمع . (
بأسهم بينهم شديد ) أي : بعضهم فظ على بعض وعداوة بعضهم بعضا شديدة . وقيل : بأسهم فيما بينهم من وراء الحيطان والحصون شديد فإذا خرجوا لكم فهم أجبن خلق الله (
تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) متفرقة مختلفة قال
قتادة : أهل الباطل مختلفة أهواؤهم مختلفة شهادتهم مختلفة أعمالهم وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق . وقال
مجاهد : أراد أن دين المنافقين يخالف دين اليهود . (
ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) .