[ ص: 127 ] [ ص: 128 ] [ ص: 129 ] سورة المنافقون
مدنية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ( 1 )
اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ( 2 )
ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ( 3 )
وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ( 4 ) )
(
إذا جاءك المنافقون ) يعني
عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه ، (
قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) لأنهم أضمروا خلاف ما أظهروا . (
اتخذوا أيمانهم جنة ) سترة ، (
فصدوا عن سبيل الله ) منعوا الناس عن الجهاد والإيمان
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - .
(
إنهم ساء ما كانوا يعملون ) ( ذلك بأنهم آمنوا ) أقروا باللسان إذا رأوا المؤمنين ، ( ثم كفروا ) إذا خلوا إلى المشركين ، (
فطبع على قلوبهم ) بالكفر ، (
فهم لا يفقهون ) الإيمان . ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ) يعني أن لهم أجساما ومناظر ، (
وإن يقولوا تسمع لقولهم ) فتحسب أنه صدق ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس : كان
عبد الله بن أبي جسيما فصيحا ذلق
[ ص: 130 ] اللسان ، فإذا قال سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله . (
كأنهم خشب مسندة ) أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام . قرأ
أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : " خشب " بسكون الشين ، وقرأ الباقون بضمها .
( مسندة ) ممالة إلى جدار ، من قولهم : أسندت الشيء ، إذا أملته ، والتثقيل للتكثير ، وأراد أنها ليست بأشجار تثمر ، ولكنها خشب مسندة إلى حائط ، (
يحسبون كل صيحة عليهم ) أي لا يسمعون صوتا في العسكر بأن نادى مناد أو انفلتت دابة وأنشدت ضالة ، إلا ظنوا - من جبنهم وسوء ظنهم - أنهم يرادون بذلك ، وظنوا أنهم قد أتوا ، لما في قلوبهم من الرعب .
وقيل : ذلك لكونهم على وجل من أن ينزل الله فيهم أمرا يهتك أستارهم ويبيح دماءهم ثم قال : (
هم العدو ) وهذا ابتداء وخبره ، ( فاحذرهم ) ولا تأمنهم ، (
قاتلهم الله ) لعنهم الله (
أنى يؤفكون ) يصرفون عن الحق .