[ ص: 136 ] [ ص: 137 ] [ ص: 138 ] [ ص: 139 ] سورة التغابن
مدنية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ( 1 )
هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير ( 2 )
خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير ( 3 ) )
قال
عطاء هي مكية إلا ثلاث آيات من قوله : "
ياأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم " إلى آخرهن . (
يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير ) ، قال
ابن عباس : [ إن ] الله خلق بني آدم مؤمنا وكافرا ، ثم يعيدهم يوم القيامة كما خلقهم مؤمنا وكافرا .
وروينا عن
ابن عباس عن
أبي بن كعب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815801 " إن الغلام الذي قتله الخضر عليه السلام طبع كافرا "
وقال - جل ذكره - "
ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا " ( نوح - 27 ) .
[ ص: 140 ]
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا
محمد بن يوسف ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، حدثنا
سليمان بن حرب ، حدثنا
حماد ، عن
عبيد الله بن أبي بكر بن أنس [ عن
أنس ] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815802 " وكل الله بالرحم ملكا فيقول : أي رب نطفة أي رب علقة ، أي رب مضغة ، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها قال : يا رب أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد ؟ فما الرزق فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمه "
وقال جماعة : معنى الآية : إن الله خلق الخلق ثم كفروا وآمنوا لأن الله تعالى ذكر الخلق ثم وصفهم بفعلهم ، فقال : " فمنكم كافر ومنكم مؤمن " كما قال الله تعالى : "
والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي " ( النور - 45 ) والله خلقهم والمشي فعلهم . ثم اختلفوا في تأويلها : روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أنه قال : " فمنكم كافر " في حياته " مؤمن " في العاقبة " ومنكم مؤمن " في حياته كافر في العاقبة .
وقال
عطاء بن أبي رباح : فمنكم كافر بالله مؤمن بالكواكب ، ومنكم مؤمن بالله كافر بالكواكب .
وقيل فمنكم كافر بأن الله تعالى خلقه ، وهو مذهب الدهرية ، ومنكم مؤمن بأن الله خلقه
وجملة القول فيه : أن
الله خلق الكافر ، وكفره فعل له وكسب وخلق المؤمن ، وإيمانه فعل له وكسب ، فلكل واحد من الفريقين كسب واختيار وكسبه واختياره بتقدير الله ومشيئته فالمؤمن بعد خلق الله إياه يختار الإيمان لأن الله تعالى أراد ذلك منه وقدره عليه وعلمه منه ، والكافر بعد خلق الله تعالى إياه يختار الكفر لأن الله تعالى أراد ذلك منه وقدره عليه وعلمه منه . وهذا طريق أهل السنة والجماعة من سلكه أصاب الحق وسلم من الجبر والقدر .
(
خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير ) .