(
ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ( 3 ) )
(
ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ما ساق من الغنم .
وقال
مقاتل : أصاب غنما ومتاعا ثم رجع إلى أبيه ، فانطلق أبوه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبره الخبر ، وسأله : أيحل له أن يأكل ما أتى به ابنه ؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : نعم ، وأنزل الله هذه الآية .
قال
ابن مسعود : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " هو أن يعلم أنه من قبل الله وأن الله رازقه .
وقال
الربيع بن خثيم : " يجعل له مخرجا " من كل شيء ضاق على الناس .
وقال
أبو العالية : " مخرجا " من كل شدة .
وقال
الحسن : " مخرجا " عما نهاه عنه . (
ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) يتق الله فيما نابه كفاه ما أهمه .
وروينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=815315 " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير [ ص: 152 ] تغدو خماصا وتروح بطانا " .
(
إن الله بالغ أمره ) قرأ
طلحة بن مصرف ، وحفص عن
عاصم : " بالغ أمره " بالإضافة ، وقرأ الآخرون " بالغ " [ بالتنوين ] " أمره " نصب أي منفذ أمره ممض في خلقه قضاءه . (
قد جعل الله لكل شيء قدرا ) أي جعل لكل شيء من الشدة والرخاء أجلا ينتهي إليه .
قال
مسروق : في هذه الآية " إن الله بالغ أمره " توكل عليه أو لم يتوكل ، غير أن
المتوكل عليه يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا .