(
وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ( 11 )
ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ( 12 ) )
ثم أخبر أن معصية غيره لا تضره إذا كان مطيعا فقال : (
وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون ) وهي
آسية بنت مزاحم .
قال المفسرون : لما غلب
موسى السحرة آمنت
امرأة فرعون ، ولما تبين
لفرعون إسلامها أوتد يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس .
قال
سلمان : كانت
امرأة فرعون تعذب بالشمس فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة .
(
إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ) فكشف الله لها عن بيتها في الجنة حتى رأته .
وفي القصة : أن
فرعون أمر بصخرة عظيمة لتلقى عليها فلما أتوها بالصخرة قالت : رب ابن لي عندك بيتا في الجنة فأبصرت بيتها في الجنة من درة بيضاء ، وانتزع روحها فألقيت الصخرة على جسد لا روح فيه ولم تجد ألما .
وقال
الحسن وابن كيسان : رفع الله امرأة
فرعون إلى الجنة فهي فيها تأكل وتشرب .
(
ونجني من فرعون وعمله ) قال
مقاتل : وعمله يعني الشرك . وقال
أبو صالح عن
ابن عباس " وعمله " قال : جماعه . (
ونجني من القوم الظالمين ) الكافرين . (
ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه ) أي في جيب درعها ولذلك ذكر الكناية (
من روحنا وصدقت بكلمات ربها ) يعني الشرائع التي شرعها الله للعباد بكلماته المنزلة ( وكتبه ) قرأ
أهل البصرة وحفص : " وكتبه " على الجمع ، وقرأ الآخرون : " وكتابه " على التوحيد . والمراد منه الكثرة أيضا . وأراد بكتبه التي أنزلت على
إبراهيم وموسى وداود وعيسى [ ص: 172 ] عليهم السلام . (
وكانت من القانتين ) أي من القوم القانتين المطيعين لربها ولذلك لم يقل من القانتات .
وقال
عطاء : " من القانتين " أي من المصلين . ويجوز أن يريد بالقانتين رهطها وعشيرتها فإنهم كانوا أهل صلاح مطيعين لله .
وروينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814204 " حسبك من نساء العالمين : مريم بنت عمران nindex.php?page=showalam&ids=10640وخديجة بنت خويلد nindex.php?page=showalam&ids=129وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون " .