[ ص: 177 ] (
ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير ( 5 )
وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير ( 6 )
إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور ( 7 )
تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ( 8 )
قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير ( 9 )
وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ( 10 )
فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير ( 11 ) )
(
ولقد زينا السماء الدنيا ) أراد الأدنى من الأرض وهي التي يراها الناس . ( بمصابيح ) [ أي : الكواكب واحدها : مصباح وهو السراج سمي الكوكب مصباحا ] لإضاءته (
وجعلناها رجوما ) مرامي ( للشياطين ) إذا استرقوا السمع (
وأعتدنا لهم ) في الآخرة ( عذاب السعير ) النار الموقدة . (
وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا ) وهو أول نهيق الحمار وذلك أقبح الأصوات (
وهي تفور ) تغلي بهم كغلي المرجل . وقال
مجاهد : تفور بهم كما يفور الماء الكثير بالحب القليل .
(
تكاد تميز ) تنقطع ( من الغيظ ) من تغيظها عليهم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : تكاد تنشق غيظا على الكفار (
كلما ألقي فيها فوج ) جماعة منهم (
سألهم خزنتها ) سؤال توبيخ (
ألم يأتكم نذير ) رسول ينذركم .
(
قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ) للرسل (
ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير )
(
وقالوا لو كنا نسمع ) من الرسل ما جاءونا به (
أو نعقل ) منهم . وقال
ابن عباس : لو كنا نسمع الهدى أو نعقله فنعمل به (
ما كنا في أصحاب السعير ) قال
الزجاج : لو كنا نسمع سمع من يعي ويتفكر أو نعقل عقل من يميز وينظر ما كنا من أهل النار .
(
فاعترفوا بذنبهم فسحقا ) بعدا (
لأصحاب السعير ) قرأ
أبو جعفر nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " فسحقا "
[ ص: 178 ] بضم الحاء ، وقرأ الباقون بسكونها وهما لغتان مثل الرعب والرعب والسحت والسحت .