[ ص: 179 ] (
أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ( 17 )
ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير ( 18 )
أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير ( 19 )
بصير أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور ( 20 )
غرور أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور ( 21 )
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيم ( 22 ) )
(
أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ) ريحا ذات حجارة كما فعل بقوم
لوط . ( فستعلمون ) في الآخرة وعند الموت (
كيف نذير ) أي إنذاري إذا عاينتم العذاب .
(
ولقد كذب الذين من قبلهم ) يعني كفار الأمم الماضية ( فكيف كان نكير ) أي إنكاري عليهم بالعذاب .
(
أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ) تصف أجنحتها في الهواء ( ويقبضن ) أجنحتها بعد البسط ( ما يمسكهن ) في حال القبض [ والبسط ] أن يسقطن (
إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير )
(
أمن هذا الذي هو جند لكم ) استفهام إنكار . قال
ابن عباس : أي منعة لكم (
ينصركم من دون الرحمن ) يمنعكم من عذابه ويدفع عنكم ما أراد بكم . (
إن الكافرون إلا في غرور ) أي في غرور من الشيطان يغرهم بأن العذاب لا ينزل بهم .
(
أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه ) أي من الذي يرزقكم المطر إن أمسك الله [ عنكم ] (
بل لجوا في عتو ) تماد في الضلال ( ونفور ) تباعد من الحق . وقال
مجاهد : كفور . ثم ضرب مثلا فقال : (
أفمن يمشي مكبا على وجهه ) راكبا رأسه في الضلالة والجهالة أعمى القلب والعين لا يبصر يمينا ولا شمالا وهو الكافر . قال
قتادة : أكب على المعاصي في الدنيا فحشره الله على وجهه
[ ص: 180 ] يوم القيامة (
أهدى أمن يمشي سويا ) معتدلا يبصر الطريق وهو ( على صراط مستقيم ) وهو المؤمن . قال
قتادة : يمشي يوم القيامة سويا .