[ ص: 197 ] (
قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين ( 29 )
فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ( 30 )
قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين ( 31 )
عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون ( 32 )
كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ( 33 )
إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم ( 34 )
أفنجعل المسلمين كالمجرمين ( 35 )
ما لكم كيف تحكمون ( 36 )
أم لكم كتاب فيه تدرسون ( 37 )
إن لكم فيه لما تخيرون ( 38 ) )
(
قالوا سبحان ربنا ) نزهوه عن أن يكون ظالما فيما فعل وأقروا على أنفسهم بالظلم فقالوا : ( إنا كنا ظالمين ) بمنعنا المساكين .
(
فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ) يلوم بعضهم بعضا في منع المساكين حقوقهم ، ونادوا على أنفسهم بالويل : (
قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين ) في منعنا حق الفقراء . وقال
ابن كيسان : طغينا نعم الله فلم نشكرها ولم نصنع ما صنع آباؤنا من قبل .
ثم رجعوا إلى أنفسهم فقالوا : (
عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود : بلغني أن القوم أخلصوا وعرف الله منهم الصدق فأبدلهم بها جنة يقال لها الحيوان فيها عنب يحمل البغل منه عنقودا واحدا .
قال الله تعالى : (
كذلك العذاب ) أي : كفعلنا بهم نفعل بمن تعدى حدودنا وخالف أمرنا (
ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) ثم أخبر بما عنده للمتقين فقال : (
إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم ) فقال المشركون : إنا نعطى في الآخرة أفضل مما تعطون فقال الله تكذيبا لهم : (
أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب ) نزل من عند الله ( فيه ) في هذا الكتاب ( تدرسون ) تقرءون .
(
إن لكم فيه ) في ذلك الكتاب (
لما تخيرون ) تختارون وتشتهون .