[ ص: 204 ] [ ص: 205 ] [ ص: 206 ] [ ص: 207 ] سورة الحاقة
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
الحاقة ( 1 )
ما الحاقة ( 2 )
وما أدراك ما الحاقة ( 3 )
كذبت ثمود وعاد بالقارعة ( 4 )
فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ( 5 ) )
( الحاقة ) يعني
القيامة سميت حاقة لأنها حقت فلا كاذبة لها . وقيل لأن فيها حواق الأمور وحقائقها ولأن فيها يحق الجزاء على الأعمال ، أي يجب يقال : حق عليه الشيء إذا وجب يحق [ حقوقا ] قال الله تعالى : " ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين " ( الزمر - 71 ) قال
الكسائي : " الحاقة " يوم الحق . ( ما الحاقة ) هذا استفهام معناه التفخيم لشأنها كما يقال : زيد ما زيد على التعظيم لشأنه . (
وما أدراك ما الحاقة ) أي أنك لا تعلمها إذ لم تعاينها ولم تر ما فيها من الأهوال . (
كذبت ثمود وعاد بالقارعة ) قال
ابن عباس وقتادة : بالقيامة سميت قارعة لأنها تقرع قلوب العباد بالمخافة . وقيل : كذبت بالعذاب الذي أوعدهم نبيهم حتى نزل بهم فقرع قلوبهم . (
فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ) أي بطغيانهم وكفرهم . قيل : هي مصدر ، وقيل : نعت أي بفعلهم الطاغية وهذا معنى قول
مجاهد ، كما قال : "
كذبت ثمود بطغواها " ( الشمس - 11 ) وقال
قتادة : بالصيحة الطاغية ، وهي التي جاوزت مقادير الصياح فأهلكتهم . وقيل : طغت على الخزان [ فلم يكن لهم عليها سبيل ولم يعرفوا كم خرج منها ] كما طغى الماء على قوم
نوح .