[ ص: 212 ] (
كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ( 24 )
وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه ( 25 )
ولم أدر ما حسابيه ( 26 )
ياليتها كانت القاضية ( 27 )
ما أغنى عني ماليه ( 28 )
هلك عني سلطانيه ( 29 )
خذوه فغلوه ( 30 )
ثم الجحيم صلوه ( 31 )
ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ( 32 ) )
(
كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم ) قدمتم لآخرتكم من الأعمال الصالحة (
في الأيام الخالية ) الماضية يريد أيام الدنيا . (
وأما من أوتي كتابه بشماله ) قال
ابن السائب : تلوى يده اليسرى [ من صدره ] خلف ظهره ثم يعطى كتابه . وقيل : تنزع يده اليسرى من صدره إلى خلف ظهره ثم يعطى كتابه ; (
فيقول ياليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه ) يتمنى أنه لم يؤت كتابه لما يرى فيه من قبائح أعماله . (
ياليتها كانت القاضية ) يقول : يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت القاضية الفارغة من كل ما بعدها والقاطعة للحياة ، فلم أحي بعدها . و " القاضية " موت لا حياة بعده يتمنى أنه لم يبعث للحساب . قال
قتادة : يتمنى الموت ولم يكن عنده في الدنيا شيء أكره من الموت . (
ما أغنى عني ماليه ) لم يدفع عني من عذاب الله شيئا . (
هلك عني سلطانيه ) ضلت عني حجتي ، عن أكثر المفسرين . وقال
ابن زيد : زال عني ملكي وقوتي . قال
مقاتل : يعني حين شهدت عليه الجوارح بالشرك ، يقول الله لخزنة جهنم : (
خذوه فغلوه ) اجمعوا يده إلى عنقه . (
ثم الجحيم صلوه ) أي : أدخلوه الجحيم . (
ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) فأدخلوه فيها . قال
ابن عباس : سبعون ذراعا بذراع الملك ، فتدخل في دبره وتخرج من منخره . وقيل : تدخل في فيه وتخرج من
[ ص: 213 ] دبره . وقال
نوف البكالي : سبعون ذراعا كل ذراع سبعون باعا كل باع أبعد مما بينك وبين
مكة ، وكان في رحبة
الكوفة وقال
سفيان : كل ذراع سبعون ذراعا . قال
الحسن : الله أعلم أي ذراع هو .
أخبرنا
أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أخبرنا
أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا أبو
الحسن محمد بن
يعقوب الكسائي ، أخبرنا
عبد الله بن محمود ، حدثنا
أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، عن
سعيد بن يزيد ، عن
أبي السمح ، عن
عيسى بن هلال الصدفي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=815841لو أن [ رضاضة ] مثل هذه - وأشار إلى مثل الجمجمة - أرسلت من السماء إلى الأرض ، وهي مسيرة خمسمائة سنة لبلغت الأرض قبل الليل ، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها " .
وعن
كعب قال : لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منها .