(
إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ( 33 )
ولا يحض على طعام المسكين ( 34 )
فليس له اليوم هاهنا حميم ولا ( 35 )
ولا طعام إلا من غسلين ( 36 )
لا يأكله إلا الخاطئون ( 37 )
فلا أقسم بما تبصرون ( 38 )
وما لا تبصرون ( 39 ) )
(
إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين ) لا يطعم المسكين في الدنيا ولا يأمر أهله بذلك . (
فليس له اليوم هاهنا حميم ولا ) قريب ينفعه ويشفع له . (
ولا طعام إلا من غسلين ) وهو صديد أهل النار ، مأخوذ من الغسل ، كأنه غسالة جروحهم وقروحهم . قال
الضحاك والربيع : هو شجر يأكله أهل النار . (
لا يأكله إلا الخاطئون ) أي : الكافرون . ( فلا أقسم ) " لا " رد لكلام المشركين ، كأنه قال : ليس كما يقول المشركون أقسم
[ ص: 214 ] (
بما تبصرون ) أي بما ترون وبما لا ترون . قال
قتادة : أقسم بالأشياء كلها فيدخل فيه جميع [ المخلوقات ] والموجودات . وقال : أقسم بالدنيا والآخرة . وقيل : " ما تبصرون " ما على وجه الأرض ، و " ما لا تبصرون " ما في بطنها . وقيل : " ما تبصرون " من الأجسام و " ما لا تبصرون " من الأرواح . وقيل : " ما تبصرون " الإنس و " ما لا تبصرون " الملائكة والجن . وقيل النعم الظاهرة والباطنة . وقيل : " ما تبصرون " ما أظهر الله للملائكة واللوح والقلم : و " ما لا تبصرون " ما استأثر بعلمه فلم يطلع عليه أحدا .