(
من الله ذي المعارج ( 3 )
تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ( 4 ) )
(
من الله ذي المعارج ) قال
ابن عباس : أي ذي السماوات ، سماها معارج لأن الملائكة تعرج فيها . وقال
سعيد بن جبير : ذي الدرجات . وقال
قتادة : ذي الفواضل والنعم [ ومعارج : الملائكة ] . (
تعرج الملائكة ) قرأ
الكسائي " يعرج " بالياء ، وهي قراءة
ابن مسعود ، وقرأ الآخرون " تعرج " بالتاء ( والروح ) يعني
جبريل - عليه السلام - ( إليه ) أي إلى الله - عز وجل - (
في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) من سني الدنيا لو صعد غير الملك وذلك أنها تصعد منتهى أمر الله تعالى من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمر الله تعالى من فوق السماء السابعة .
روى
ليث عن
مجاهد أن مقدار هذا خمسون ألف سنة .
وقال
محمد بن إسحاق : لو سار بنو آدم من الدنيا إلى موضع العرش لساروا خمسين ألف سنة من سني الدنيا .
وقال
عكرمة وقتادة : هو يوم القيامة . وقال
الحسن أيضا : هو يوم القيامة . وأراد أن موقفهم للحساب حتى يفصل بين الناس خمسون ألف سنة من سني الدنيا ، ليس يعني به مقدار طوله هذا دون غيره لأن
يوم القيامة له أول وليس له آخر لأنه يوم ممدود ، ولو كان له آخر لكان منقطعا .
وروى
ابن أبي طلحة عن
ابن عباس قال : هو يوم القيامة يكون على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة .
[ ص: 221 ]
أخبرنا
أبو الفرج المظفر بن إسماعيل التميمي ، أخبرنا
أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13357أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ، حدثنا
عبد الله بن سعيد ، حدثنا
أسد بن موسى ، حدثنا
ابن لهيعة ، عن
دراج أبي السمح ، عن
أبي الهيثم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=815842قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة : فما أطول هذا اليوم ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا " .
وقيل : معناه لو ولي محاسبة العباد في ذلك اليوم غير الله لم يفرغ منه خمسين ألف سنة . وهذا معنى قول
عطاء عن
ابن عباس ومقاتل . قال
عطاء : ويفرغ الله منه في مقدار نصف يوم من أيام الدنيا .
وروى
محمد بن الفضل عن
الكلبي قال : يقول لو وليت حساب ذلك اليوم الملائكة والجن والإنس وطوقتهم محاسبتهم لم يفرغوا منه إلا بعد خمسين ألف سنة ، وأنا أفرغ منها في ساعة [ واحدة ] من النهار .
وقال
يمان : هو يوم القيامة فيه خمسون موطنا ، كل موطن ألف سنة . وفيه تقديم وتأخير كأنه قال : ليس له دافع من الله ذي المعارج في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة تعرج الملائكة والروح إليه .