[ ص: 270 ] (
وما أدراك ما سقر ( 27 )
لا تبقي ولا تذر ( 28 )
لواحة للبشر ( 29 )
عليها تسعة عشر ( 30 ) )
(
وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر ) أي لا تبقي ولا تذر فيها شيئا إلا أكلته وأهلكته . وقال
مجاهد : لا تميت ولا تحيي يعني لا تبقي من فيها حيا ولا تذر من فيها ميتا كلما احترقوا جددوا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : لا تبقي لهم لحما ولا تذر لهم عظما . وقال
الضحاك : إذا أخذت فيهم لم تبق منهم شيئا وإذا أعيدوا لم تذرهم حتى تفنيهم ولكل شيء ملالة وفترة إلا لجهنم . (
لواحة للبشر ) مغيرة للجلد حتى تجعله أسود ، يقال : لاحه السقم والحزن إذا غيره ، وقال
مجاهد : تلفح الجلد حتى تدعه أشد سوادا من الليل . وقال
ابن عباس وزيد بن أسلم : محرقة للجلد . وقال
الحسن وابن كيسان : تلوح لهم جهنم حتى يروها عيانا نظيره قوله : "
وبرزت الجحيم للغاوين " ( الشعراء - 91 ) و ( لواحة ) رفع على نعت " سقر " في قوله : "
وما أدراك ما سقر " و " البشر " جمع بشرة وجمع البشر أبشار . (
عليها تسعة عشر ) [ أي :
على ] النار تسعة عشر من الملائكة ، وهم خزنتها : مالك ومعه ثمانية عشر . وجاء في الأثر :
أعينهم كالبرق الخاطف ، وأنيابهم كالصياصي ، يخرج لهب النار من أفواههم ، ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة ، نزعت منهم الرحمة ، يرفع أحدهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار : إن واحدا منهم يدفع بالدفعة الواحدة في جهنم أكثر من
ربيعة ومضر .
قال
ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك : لما نزلت هذه الآية قال
أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمهاتكم ، أسمع ابن أبي كبشة يخبر أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم ، أي : الشجعان ، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد من خزنة جهنم قال
أبو [ الأشد ] أسيد بن كلدة بن خلف الجمحي : أنا أكفيكم منهم سبعة عشر ، عشرة على ظهري وسبعة على بطني ، فاكفوني أنتم اثنين .
وروي أنه قال : أنا أمشي بين أيديكم على الصراط فأدفع عشرة بمنكبي الأيمن وتسعة بمنكبي
[ ص: 271 ] الأيسر في النار ونمضي فندخل الجنة . فأنزل الله - عز وجل - (
وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) .