(
ألم نجعل الأرض مهادا ( 6 )
والجبال أوتادا ( 7 )
وخلقناكم أزواجا ( 8 )
وجعلنا نومكم سباتا ( 9 )
وجعلنا الليل لباسا ( 10 )
وجعلنا النهار معاشا ( 11 )
وبنينا فوقكم سبعا شدادا ( 12 )
وجعلنا سراجا وهاجا ( 13 )
وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ( 14 ) )
(
ألم نجعل الأرض مهادا ) فراشا .
[ ص: 312 ] (
والجبال أوتادا ) للأرض حتى لا تميد . (
وخلقناكم أزواجا ) أصنافا ذكورا وإناثا . (
وجعلنا نومكم سباتا ) أي راحة لأبدانكم . قال
الزجاج : " السبات " أن ينقطع عن الحركة والروح فيه . وقيل : معناه جعلنا نومكم قطعا لأعمالكم ، لأن أصل السبت : القطع . (
وجعلنا الليل لباسا ) غطاء وغشاء يستر كل شيء بظلمته . (
وجعلنا النهار معاشا ) المعاش : العيش ، وكل ما يعاش فيه فهو معاش ، أي جعلنا النهار سببا للمعاش والتصرف في المصالح . قال [
ابن عباس ] يريد : تبتغون فيه من فضل الله ، وما قسم لكم من رزقه . (
وبنينا فوقكم سبعا شدادا ) يريد سبع سماوات . (
وجعلنا سراجا ) [ يعني الشمس ] ( وهاجا ) مضيئا منيرا . قال
الزجاج : الوهاج : الوقاد . قال
مقاتل : جعل فيه نورا وحرارة ، والوهج يجمع النور والحرارة . (
وأنزلنا من المعصرات ) قال
مجاهد ، وقتادة ، ومقاتل ، والكلبي : يعني الرياح التي تعصر السحاب ، وهي رواية
العوفي عن
ابن عباس .
قال
الأزهري : هي الرياح ذوات الأعاصير ، فعلى هذا التأويل تكون " من " بمعنى الباء أي بالمعصرات ، وذلك أن الريح تستدر المطر .
وقال
أبو العالية ، والربيع ، والضحاك : المعصرات هي السحاب وهي رواية
الوالبي عن
ابن عباس .
[ ص: 313 ]
قال
الفراء : [ المعصرات السحائب ] [ التي ] تتحلب بالمطر ولا تمطر ، كالمرأة المعصر هي التي دنا حيضها ولم تحض .
وقال
ابن كيسان : هي المغيثات من قوله
فيه يغاث الناس وفيه يعصرون
وقال
الحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، وزيد بن أسلم ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان :
من المعصرات أي من السماوات .
(
ماء ثجاجا ) أي صبابا ، وقال
مجاهد : مدرارا . وقال
قتادة : متتابعا يتلو بعضه بعضا . وقال
ابن زيد : كثيرا .