[ ص: 314 ] (
وسيرت الجبال فكانت سرابا ( 20 )
إن جهنم كانت مرصادا ( 21 )
للطاغين مآبا ( 22 )
لابثين فيها أحقابا ( 23 ) )
(
وسيرت الجبال ) عن وجه الأرض (
فكانت سرابا ) أي هباء منبثا لعين الناظر كالسراب . (
إن جهنم كانت مرصادا ) طريقا وممرا فلا سبيل لأحد إلى الجنة حتى يقطع النار .
وقيل : "
كانت مرصادا " أي : معدة لهم ، يقال : أرصدت له [ الشيء ] إذا أعددته له .
وقيل : هو من رصدت الشيء أرصده إذا ترقبته . " والمرصاد " المكان الذي يرصد الراصد فيه العدو . وقوله : "
إن جهنم كانت مرصادا " أي ترصد الكفار .
وروى
مقسم عن
ابن عباس : أن على جسر جهنم سبعة محابس يسأل العبد عند أولها عن شهادة أن لا إله إلا الله ، فإن [ أجابها ] تامة جاز إلى الثاني ، فيسأل عن الصلاة ، فإن [ أجابها ] تامة جاز إلى الثالث ، فيسأل عن الزكاة ، فإن [ أجابها ] تامة جاز إلى الرابع ، فيسأل عن الصوم فإن جاء به تاما جاز إلى الخامس ، فيسأل عن الحج فإن جاء به تاما جاز إلى السادس ، فيسأل عن العمرة فإن [ أجابها ] تامة جاز إلى السابع ، فيسأل عن المظالم فإن خرج منها وإلا يقال : انظروا فإن كان له تطوع أكمل به أعماله ، فإذا فرغ منه انطلق به إلى الجنة . ( للطاغين ) للكافرين ( مآبا ) مرجعا يرجعون إليه . ( لابثين ) قرأ حمزة ويعقوب : " لبثين " بغير ألف ، وقرأ العامة " لابثين " [ بالألف ] وهما لغتان . (
فيها أحقابا ) جمع حقب ، والحقب الواحد : ثمانون سنة ، كل سنة اثنا عشر شهرا ، كل شهر ثلاثون يوما ، كل يوم ألف سنة . روي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .
وقال
مجاهد : " الأحقاب " ثلاثة وأربعون حقبا كل حقب سبعون خريفا ، كل خريف سبعمائة سنة ، كل سنة ثلاثمائة وستون يوما ، كل يوم ألف سنة .
[ ص: 315 ] قال
الحسن : إن الله لم يجعل لأهل النار مدة ، بل قال : "
لابثين فيها أحقابا " فوالله ما هو إلا [ إذا ] مضى حقب دخل آخر ثم آخر إلى الأبد ، فليس للأحقاب عدة إلا الخلود .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن
مرة عن
عبد الله قال : لو علم أهل النار أنهم يلبثون في النار عدد حصى الدنيا لفرحوا ، ولو علم أهل الجنة أنهم يلبثون في الجنة عدد حصى الدنيا لحزنوا .
وقال
مقاتل بن حيان : الحقب الواحد سبع عشرة ألف سنة . قال : وهذه الآية منسوخة نسختها
فلن نزيدكم إلا عذابا يعني أن العدد قد ارتفع والخلود قد حصل .