(
وإذا النجوم انكدرت ( 2 )
وإذا الجبال سيرت ( 3 )
وإذا العشار عطلت ( 4 )
وإذا الوحوش حشرت ( 5 )
وإذا البحار سجرت ( 6 ) )
(
وإذا النجوم انكدرت ) أي تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض ، يقال : انكدر الطائر أي سقط عن عشه ، قال
الكلبي nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء : تمطر السماء يومئذ نجوما فلا يبقى نجم إلا وقع . (
وإذا الجبال سيرت ) [ قلعت ] على وجه الأرض فصارت هباء [ منثورا ] . (
وإذا العشار عطلت ) وهي النوق الحوامل التي أتى على حملها عشرة أشهر ، واحدتها عشراء ، ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع لتمام سنة ، وهي أنفس مال عند العرب ، " عطلت " تركت [ مهملة ] بلا راع أهملها أهلها ، وكانوا لازمين لأذنابها ، ولم يكن لهم مال أعجب إليهم منها ، لما جاءهم
من أهوال يوم القيامة . (
وإذا الوحوش ) يعني دواب البر ( حشرت ) جمعت بعد البعث
ليقتص لبعضها من بعض وروى
عكرمة عن
ابن عباس قال : حشرها : موتها . وقال : حشر كل شيء الموت ، غير الجن والإنس ، فإنهما يوقفان يوم القيامة . وقال
أبي بن كعب : اختلطت . (
وإذا البحار سجرت ) قرأ
أهل مكة والبصرة بالتخفيف ، وقرأ الباقون بالتشديد ، قال
ابن عباس : أوقدت فصارت نارا تضطرم ، وقال
مجاهد ومقاتل : يعني فجر بعضها في بعض ، العذب
[ ص: 347 ] والملح ، فصارت البحور كلها بحرا واحدا . وقال
الكلبي : ملئت ، وهذا أيضا معناه : "
والبحر المسجور " ( الطور - 6 ) والمسجور : المملوء ، وقيل : صارت مياهها بحرا واحدا من الحميم لأهل النار . وقال
الحسن : يبست ، وهو قول
قتادة ، قال : ذهب ماؤها فلم يبق فيها قطرة .
وروى
أبو العالية عن
أبي بن كعب ، قال ست
آيات قبل يوم القيامة : بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس ، [ فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم ] فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت ، وفزعت الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن ، واختلطت الدواب والطير والوحش ، وماج بعضهم في بعض ، فذلك قوله : (
وإذا الوحوش حشرت ) [ اختلطت ] (
وإذا العشار عطلت وإذا البحار سجرت ) قال : قالت الجن للإنس نحن نأتيكم بالخبر : فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار تأجج ، قال : فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى [ وانشقت السماء إنشقاقة واحدة وإلى السماء السابعة العليا ، فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فأماتتهم .